أرض الميعاد

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "أرض الميعاد"

   أرض الميعاد " أرض اللبن والعسل" كما ذُكرت في العهد القديم، ما هي حقيقة أرض الميعاد؟ وما حدودها .. وهل كانت وعدًا من الله لبني إسرائيل لتكون وطنًا يجمع اليهود فيها شتاتهم ..هل كانت وعد الرب بالفعل؟

  أرض الميعاد حُلم اليهود، متى يذهبون إلى أرض فلسطين ومتى يتحقق الوعد الذي أعطاه الله لإبراهيم عليه السلام فى زعمهم .

اختلف اليهود فيما بينهم حول حدود الأرض الموعودة، يرى البعض أن حدود أرض الميعاد هي أرض كنعان فقط  وهي أرض فلسطين،  بحسب ما ورد في سفر التكوين من خطاب الله وسيدنا إبراهيم، فيما  يري آخرون أن حدود أرض الميعاد من النيل إلى الفرات كما جاء فى سفر الملوك.

فهناك نصوص حددت الأرض الموعودة بفلسطين، وهناك نصوص أخرى ضاعفت هذه الأرض أضعافًا مضاعفة، فوصلت بها إلى كل أرض لمستها أقدام اليهود وخصوصًا شبة جزيرة سيناء، بحجة أن تعاليم التوراة قد نزلت فيها على موسى، والوجه البحري من مصر حتى نهر النيل بزعم أن بني إسرائيل قد عاشوا في دلتا النيل بمصر فترة طويلة وأن موسى نشأ في مصر، ويبالغ بعضهم فيضيف إلى الأرض الموعودة أجزاءً من سوريا والعراق بحجة أن هذه الأجزاء كانت تقع تحت حدود مملكة داود وسليمان وأن إبراهيم عليه السلام  كان يقيم بأرض العراق فالتناقض ليس من سمات النصوص الإلهية فالله لا يتناقض مع نفسه ولا يُكذب نفسه وإنما هذا هو شأن الفكر البشري.

ولو سلمنا جدلًا بصحة النصوص التي استدل بها اليهود أن الوعد من الله كان لنسل إبراهيم، فمن هم نسل إبراهيم؟ المعروف أن إبراهيم أنجب إسماعيل ثم إسحاق وإسماعيل هو جد العرب وإسحاق هو جد بني إسرائيل ومن هنا يكون لبني إسماعيل نفس الحق في أن يرثوا هذه الأرض مثلهم في ذلك مثل أبناء إسحاق ويعقوب، ولكن من الأحق منهم بوراثة الأرض؟ لقد بينت التوراة أن الوعد بهذه الأرض إنما يكون لقوم مؤمنين محافظين على وصايا الله وتعاليمه وهذا ما تحقق بالفعل حين آمن بنو إسرائيل واتقوا الله .

ولكن حين انحرف اليهود عن الوحي الإلهى وحرفوا كتبهم انتزع الله منهم هذه الأرض وشردهم وأعطاها لمن يستحقها من الأمم  التي لم تنحرف عن ملة إبراهيم وهي الأمة الإسلامية، فمن نسل إبراهيم  عليه السلام جاء إسماعيل جد العرب الذين حملوا لواء التوحيد والالتزام بملة إبراهيم، ففتحوا أرض الرومان واستعادوا فلسطين وما حولها محققين بذلك وعد الله لإبراهيم أن يجعل هذه الأرض لنسله.

شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي