- مواجهات التعليق الصوتي
- معركة الكرامة
- مواجهة #19586
معركة الكرامة
29 أغسطس 2024 09:55 م
بيانات التحدي
أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "معركة الكرامة"
حشدت إسرائيل قوات كبيرة من الـمشاة والـمظليين والدبابات والطائرات في عام 1968. كانت الوجهة قرية الكرامة في الأردن مقر قيادة حركة "فتح"، بهدف القضاء على الفدائيين وتدمير معسكراتهم وبنيتهم التحتية بأي ثمن رداً على عملية إيلات التي أدت إلى مقتل طالبين إسرائيليين وجرح ثلاثين آخرين.
لـم يباغت الطرف الفلسطيني حينها بهذه العملية فقد ألقت طائرات إسرائيلية "مناشير" على قرية الكرامة تدعو الـمقاتلين إلى الاستسلام، وكان الفلسطينيون يرون على الجهة المقابلة من نهر الأردن القوات الإسرائيلية وهي تتهيأ للهجوم. ولكن القيادة الفلسطينية اتخذت قراراً بالصمود ومواجهة القوات الإسرائيلية وقتالها بأقصى قوة.
شارك الطيران الإسرائيلي بكثافة في تلك العملية، وألقى 180 طناً من القنابل ونحو مئة صاروخ. أوقعت العملية 128 شهيداً وعشرات الجرحى في الجانب الفلسطيني، وانضمت وحدات من الجيش الأردني للقتال إلى جانب الفدائيين، وسقط 61 شهيداً ونحو مئة جريح من أفراد الجيش الأردني.
وفي الجانب الإسرائيلي، خسر الجيش طائرة، واضطر إلى ترك أربع دبابات في أرض المعركة، بالإضافة إلى مقتل 30 جندياً وجرح نحو 80 آخرين.
برغم فداحة الخسائر الفلسطينية والأردنية، إلا أن الـمعركة سجلت تحولاً مهما فقد كبد الفلسطينيون الإسرائيليين فشلاً رمزياً ذريعاً.
ومع تصاعد نفوذ ياسر عرفات بالتوازي مع تصاعد شعبية ومكانة حركة "فتح" والفدائيين والكفاح المسلح، كان من البديهي أن يتم ترشيحه في الـمجلس الوطني الفلسطيني الخامس رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة، كما أعلنت المنظمة رفضها للحلول السلمية وقرار مجلس الأمن رقم 242.
وفي القمة العربية الخامسة التي عقدت في الرباط عام 1969 تكرست مكانة منظمة التحرير الفلسطينية على الساحة العربية والدولية، ولأول مرة وضع مقعد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في الصف الأول على قدم المساواة مع رؤساء وملوك الدول العربية الأخرى، ومنحت المنظمة حق التصويت في القمة.
كان ياسر عرفات قد نجح في العام 1968 في إقامة قواعد لحركة "فتح" في منطقة العرقوب بجنوب لبنان، ومنها كانت تنطلق عمليات فدائية إلى فلسطين المحتلة "إسرائيل". وبدأت منظمة التحرير في بسط نفوذها على الجنوب اللبناني، الأمر الذي أدى إلى وقوع مواجهات وصدامات بين الفدائيين والجيش اللبناني انتهت بتوقيع "اتفاقية القاهرة" في 1969 برعاية الرئيس جمال عبد الناصر بين ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني العماد إميل بستاني. واتسمت الاتفاقية بمرونة، حيث مكنت منظمة التحرير من العمل بجنوب لبنان، وبموجبها أيضاً أصبحت المنظمة مسؤولة عن أمن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكانت هذه أول اتفاقية تعقدها حكومة عربية مع المقاومة الفلسطينية.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.