اتفاقية هآرفا

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "اتفاقية هآرفا"

لا يتوقف اليهود عن ذكر المذابح الألمانية لهم في الهولوكوست، ولكن لا نجد ذكرًا لاتفاق ألمانيا النازية على تهجير اليهود إلى فلسطين وكيف ساعد هتلر اليهود بموجب اتفاقية خاصة تُدعى اتفاقية "هعفراه" على الهجرة إلى أرض الميعاد بحسب زعمهم.
في عام 1933م تم توقيع اتفاقية "هعفراه" بين الوكالة اليهودية الصهيونية وألمانيا النازية، والتى وضعت بنود الاتفاقية للمساعدة فى تسهيل تهجير اليهود إلى فلسطين العربية، بشرط أن يتنازل اليهود عن ممتلكاتهم لدولة ألمانيا، حيث تم تهجير حوالي خمسين ألف يهودي بموجب هذه الاتفاقية، وتم تصدير ممتلكاتهم إلى فلسطين كبضائع ألمانية مما ساعد الاقتصاد الألمانى، والتي على إثرها تم تأسيس شركة تحت اسم "شركة هآرفا المحدودة" كنتيجة لهذه الاتفاقية وقد أشرفت هذه الشركة على عمليات التهجير.
وبحسب كتاب "علام يُطلق اسم فلسطين؟" تأليف آلان جريش، فإن اتفاقية "هعفراه" أتاحت ليهود ألمانيا الهجرة إلى فلسطين قبل 1939، والنجاة بذلك من الإبادة الجماعية، وكانوا يمثلون جزءًا كبيرًا من الهجرة إلى الأرض المحتلة من عام 1937 إلى عام 1939، وكان من بينهم يهود النمسا أيضًا، كما سمحت اتفاقية "هعفراه" لليهود بأن ينقلوا إلى فلسطين جزءا من أموالهم قدرت فى مجملها بـ110 ملايين مارك، فى صورة بضائع ألمانية، الأمر الذى كان بمثابة المنقذ  للاقتصاد النازي.
تعتبر اتفاقية "هعفراه" التى تم التوصل إليها بين النازية والصهاينة عام 1933، بأنها أفضت إلى أخطر موجات الهجرة إلى فلسطين، وهذا ما أكده ما جاء في كتاب "لقد انتهت المحرقة" لرئيس الكنيست الإسرائيلى السابق أفراهام يوسف بورغ حيث قال "لقد وضح لنا أن النازيين قبل أن يبدأوا بذبح اليهود فى أوروبا، كانوا باتفاقهم مع الحركة الصهونية فى اتفاقية "هعفراه" قد مكنونا من بناء قواعد دولتنا القادمة، التى بعد أن وُلدت عام 1948، ساعدتها اتفاقية التعويضات الألمانية عام 1952 على بناء نفسها، وامتصاص المهاجرين الجدد، وإعادة تأهيل لاجئي الحرب، ولذلك كثيرًا ما أتعجب بأنه لولا الألمان وبربريتهم، هل كان يمكن أن تكون لنا دولة على الإطلاق؟.

شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي