الوصول لأداء صوتي يجذب المستمع ويصنع بصمة غير مملة يتقبلها بلا نفور يتطلب تأسيس فهم قوي لمهارات التمثيل الصوتي والشعور بالتعبيرات الموجودة في روح النص ونقلها لشكل سمعي ( نص + تعبير ) ، وبهذا التوصيف فإن الأداء الصوتي لمختلف النصوص التي يتم تسجيلها في الإعلانات والوثائقيات وما إلى ذلك يفترض أن تكون لها تعبيرات شعورية مقنعة من روح التمثيل الصوتي بقدر محدد ودون إفراط وحسب الحاجة وفي أماكن معينة بالنص تُجمل روحه بما يناسبه.
أولئك الذين يُفرغون النص من شعوره ونستمع إلى أصواتهم في الإعلانات التجارية ونحن نقود سياراتنا مثلاً ، هم يخاطبون عقولنا بلغة جافة هدفها محاصرة ذهن الزبون المستهدف بالتأثير عليه وبتكرار بث تلك الإعلانات طوال اليوم بشكل مزعج !
إدراك ما تعنيه عاطفة النص أو خلوه منها يجعلنا نُفرق بين الإعلان الجامد الخالي من تعبيرات مُقنعة والذي يخاطبنا وكأنه قراءة لجريدة ، وبين الإعلان النابض بالتعبير الصوتي المدروس بدقة ..
إننا بلا شك وحتى دون أن نُدقق سمعياً في تشخيص تلك الحالتين نجد أنفسنا فطرياً نميل إلى من يجيدون العزف الصوتي البارع للنص الإعلاني فنستمتع بما يقدمونه بأصواتهم وبالتالي فأنهم يحتلون مكانة مميزة بالذاكرة السمعية لعقولنا ..
إنهم يخاطبون عاطفتنا فتقتنع عقولنا ، نحن نتقلبهم لإن أصواتهم أجادت نقل النص من ضفة النص المكتوب الجامد إلى ضفة لها روح صوتية تتنوع فيها التعبيرات حسب كل نص وحسب كل جملة وحسب كل كلمة وحسب كل حرف !
الأداء الصوتي يتأسس على إدراك وفهم معنى الشعور بالنص ومهارات التمثيل الصوتي وكذلك على أسس موسيقية لا غنى عنها سنتأتي على شرحها في مواضيع قادمة إن شاء الله.
تحياتي الطيبة
يوسف علي
صوت عربي محترف ومدرب صوت
أتغنى بالحرف وأعشقه ومن ثم أضيف له ما عرض في المقالة من معلومات جد مهمة .
وعلى كل معلق أن يتفحصها ويعمل بها ...نصيحة. *perfect*