الموسيقا الخلفيه الملائمة لمشروعك في التعليق الصوتي؟

على المعلّق الصوتي أو مهندس الصوت أن يكون حذرًا للغاية، ففي كثير من الحالات، يمكن أن تطغى الموسيقا في الخلفية على صوت المعلّق نفسه، وعندما لا تكون حريصًا بشكلٍ كافٍ أثناء اختيار موسيقا الخلفية فأنتَ تخاطر بتضييع التعب وخسارة العمل بالكامل.

تاثير الموسيقا علي الحاله العاطفيه

يُقال إنّ "الموسيقا هي اللغة العالمية للبشرية"، بمعنى أنّها لا تخاطب العقول كبقيّة أشكال الفنّ، إنّما تشكّل الموسيقا حالة جذبٍ عاطفيّ مباشر وفوريّ عند سماعها.

كما أنّ الموسيقا تقدّم أكثر من مجرّد صوتٍ جميل في الخلفية، حيث يمكنك تغييّر الحالة العاطفية للمتلقّي بشكلٍ عامّ اعتمادًا على نوع الموسيقا التي تدرجها مع العينات الصوتيه، ولهذا السبب بالذات كانت الموسيقا المرافقة للعروض العسكريّة أكثر أنواع الموسيقا حماسًا.

في الحقيقة لا ينطبق الكلام أعلاه على نوع الموسيقا فقط، بل ينسحب أيضًا على طريقة تطبيقها بدءًا من الوقت الذي تنطلق فيه الموسيقا وانتهاءً بطريقة ترتيب مكبّرات الصوت وتوزيعها في المكان، لكن هذا ليس مدار بحثنا الآن.

يُشار أحيانًا لموسيقا الخلفية باسمٍ آخر هو "موسيقا الدعم"، إنّ هذه التسمية تبيّن بوضوح كيف أنّ الموسيقا يجب استخدامها لدعم التسجيل الصوتي وإيصال العاطفة المطلوبة بأفضل شكل، وليس من شأن الموسيقا أن تنافس الأداء الصوتي.

وفيما يلي سنتعرّف على أهمّ القواعد الواجب اتّباعها في عمليّة اختيار موسيقا الخلفية.

خمس نصائح لاختيار موسيقا الخلفية في التعليق الصوتي

1- الصوت أوّلًا

يجب ألا تزاحم موسيقاك الصوت حتى لو كنت تهدف إلى بلوغ ذروة الذروة أو لحظة مؤثّرة ومثيرة للدموع، بل يجب عليك استخدام صوتك بشكلٍ أساسي لتحقيق هذا التأثير، ويجب أن تكون موسيقا الخلفية التي تستخدمها مكملّةً لصوتك، ولا ينبغي الاعتماد عليها للقيام بكلّ المهامّ المحوريّة.

وبالنسبة للعيّنات الصوتية يجب أن يوضّح صوتك عبر العيّنات ما يمكنك تقديمه للعميل كمعلّق صوتي وليس كمهندس صوت.

2- اعرف متى تتخلّى عن الموسيقا تمامًا وتقوم بالتسجيل الجاف

يجب دائمًا تقديم العيّنات صوتيّة بشكلٍ جاف، أي بلا مؤثّرات صوتية أو موسيقا في الخلفيّة، فقط صوت المعلّق!
عندما يسمع العميل كيف يبدو صوتك بشكلٍ طبيعيّ بدلاً من أن يكون داخل مزيجٍ صوتي مرهق للأذن سيكون قادرًا على التركيز فقط على جودة أدائك وما إذا كان سيلبّي احتياجاته أم لا.

من المهمّ معرفة أنّه لابدّ من دمج بعض فئات التعليق الصوتي بالموسيقا في النهاية، مثل الإعلانات التلفزيونية ومشاريع الرسوم المتحركة، إلّا أنّ هناك فئات أخرى من النادر أن تستخدم الموسيقا ، مثل الكتب الصوتيّة أو الدورات التعليمية الإلكترونية.

3- كن حذرًا بشأن الموسيقا التي سترافق عيّناتك لسنوات قادمة

إذا كنت تُنتج عيّنةً صوتيه جديدة ستمكث في ملفّك التعريفي لسنواتٍ قادمة، فيجب أن تكون حذرًا بشأن نوع موسيقا الخلفيّة التي تختارها، لأنّ أنماط الموسيقا تتغير بسرعة وتنشأ موضة جديدة كلّ بضعة سنوات أو أقلّ، وإذا كان المقطع الموسيقي الذي تستخدمه مرتبطًا بشكلٍ أساسي بوقتٍ معيّن، فقد تجد أنّ الموسيقا ستحدّ من إمكانية عرض نموذجك هذا ويقتصر العرض على وقتٍ أو حتّى مناسبة معيّنة، وأشهر مثالٍ على ذلك هو استخدام الموسيقا المرتبطة بفعاليات رياضيّة، حيث سيبدو من السذاجة الآن استخدام موسيقا مونديال فرنسا 98 لكرة القدم.

4- استخدم موسيقا لا تخضع لحقوق الملكية.

عندما تسجّل عيّنة صوتية، فأنت بشكلٍ أو بآخر تحاول الاستفادة تجاريًا من هذا المقطع، بالتالي حتى لو لم تبع هذا المقطع بالذات، فهذا الأمر يصنّفه ضمن فئة الاستخدام التجاري، وعليه فأنت مضطر لمراعاة حقوق الملكية لكلّ مكوّنات عيّنتك بما فيها الموسيقا والنصوص أو العلامات والأسماء التجارية الأخرى، وأفضل وسيلة للتخلّص من عبء الملكية للمقاطع الموسيقية هو استخدام موسيقا مجاّنية تمامًا، بالإضافة طبعًا لشراء المقاطع غير المجانية.

وتتوفّر على الإنترنت العديد من مكتبات الموسيقا التي تتيح لك عدة مستويات من الاستخدام الحرّ، وننصح باستخدام أعلى رخصّة لأنّك قد تُضطر لتحرير الموسيقا وبعض الرُخَص لا تتضمن إمكانية التحرير. وأهمّ هذه المكتبات هي مكتبة يوتوب.

5- اختر موسيقا الخلفية لكلّ مشروع على حدة.

هناك عدّة فوائد لاستخدام الموسيقا الخلفيه الداعمة لو استخدمت بالشكل الصحيح، فيمكن للموسيقا أن تكمّل أداءك الصوتي، ويمكنها إضافة عاطفة خفيّة إلى المحتوى المسجّل، ويمكنها أيضًا إظهار خبرتك في هندسة الصوت.
هناك مشاريع من الأفضل تجنّب استخدام الموسيقا الخلفيه معها مثل الكتب الصوتية أو الدورات التعليمية.