المونتاج الاحترافي من أهم أسباب نجاح الفيديو والتدوين الصوتي

قد تتساءل عن كيفية اختصار أحداث طويلة في دقائق قليلة والحفاظ على اهتمام المشاهدين حتى النهاية. نعم إنّها مهمّة صعبة ومركّبة، فتصوير الفيديو أو التسجيل الصوتي لا يقتصر على التقاط مشاهد أو تسجيل المقاطع فقط، بل يتطلب مراحل أخرى من العمل لتقديم المحتوى بتسلسل درامي يحقق الهدف المطلوب.

يُعدّ المونتاج الاحترافي واحدًا من أهمّ العمليات التي تتمّ على الفيديو أو التسجيل الصوتي لتحقيق نتيجة نهائية متناسقة تناسب العرض على مختلف المنصات مثل السينما ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

المحتويات 

• تعريف المونتاج وتاريخ ظهوره
• مواصفات المونتير المتميز
• نظرية عمل المونتاج وأنواعه المختلفة
  المونتاج المتري Metric montages
  المونتاج العلنى Overtonal montage 
  المونتاج الفكري Intellectual/Ideological montages
  المونتاج النغمي Tonal montages
  المونتاج الإيقاعي Rhythmic montages
• أهمية المونتاج في الفيديو أو التدوين الصوتي

تعريف المونتاج وتاريخ ظهوره:

المونتاج هو عملية خاصة تقوم خلالها بترتيب المشاهد وتحديد مدتها الزمنية والجمع بينها بشكل مناسب، يشمل المونتاج أيضًا القصّ والإضافة والانتقالات والمؤثرات السمعية والبصرية. 

يهدف المونتاج إلى عرض الفيديو بأفضل شكل ممكن لتحقيق لتوصيل الرسالة بأبسط صورة ممكنة، تُنفّذ هذه العملية بوساطة شخص يسمى المونتير، وهو أحدّ أهم الأشخاص في صناعة الأفلام بعد المخرج والمؤلف، ويعود أصل كلمة المونتاج إلى اللغة الفرنسية وتعني "التحرير أو الجمع".

يمكننا إجمال الخطوات التي مرّ بها المونتاج أثناء نشأته بما يلي:

• ظهرت عملية المونتاج لأول مرّة في عام 1898 في الفيلم البريطاني "Come Along Do!" وكان أحد أول الأفلام التي تضمنت أكثر من مشهد واحد. 
• في عام 1903، قدّم المخرج "Edwin Porter" فيلمًا بعنوان "The Great Train Robbery"، وكانت مدته 12 دقيقة فقط، لكنه كان أول فيلم يستخدم تقنية "Cross Cutting"، والتي تتيح التنقل بين مشهدين يعرضان حدثين مختلفين في نفس الوقت كما يحدث في الأفلام الحديثة. 
• ثمّ استخدم المخرج "David Griffiths" تقنية المونتاج التتابعي في العديد من الأفلام التي أخرجها، وكان هو من ابتكر مفهوم اللقطة المقرّبة "Close-Up".

مواصفات المونتير المتميز:

يعتبر المونتير الجندي المجهول في أيّ عملٍ فني، حيث يضع اللمسة الأخيرة ويُظهِر العمل للجمهور.

يعتمد نجاح عملية المونتاج، وبالتالي نجاح العمل الفني بشكل عام على الحسّ الفني وخبرة المونتير، تشمل المهارات الرئيسية التي يجب أن يمتلكها المونتير المتميز:

• التعامل الصحيح مع اللقطات: يتعين على المونتير أن يقوم بإزالة اللقطات الثانوية وتعديلها وإعادة تركيبها بشكل يعزز الحبكة الدرامية.
• التعامل الصحيح مع التوقيت: مراعاة الوقت المناسب لكل لقطة وعدم إطالة اللقطات بشكل غير مناسب، هذا يتطلب حسًا فنيًا عاليًا وإبداعًا.
• ترتيب المشاهد بتسلسل منطقي: عندما تكون المشاهد متسلسلة بشكل منظّم، يصبح تأثيرها على المشاهد أقوى، ويكون ذلك دليلاً على نجاح المونتير في تحقيق الهدف الدرامي.
• الإلمام بكلّ صيغ الفيديو وأنواع الجودة: يجب على المونتير تحديد درجة الدقة والجودة التي يعمل بها، وهذا يتطلب معرفة بكافة صيغ الفيديو المتوفرة والجودات المتنوّعة للصورة السينمائية.
• إتقان العمل على برامج المونتاج: والتعامل معها من أبرز برامج المونتاج "Adobe Premiere"، والأفضل أن يتقن العمل على عدّة برامج معًا وليس برنامج واحد.
• المرونة والذكاء: يجب أن يكون لديه القدرة على إضافة المؤثرات الصوتية والبصرية اللازمة والمناسبة لكلّ عمل.
  مواكبة التطوّرات التقنية: يومًا بعد يوم تزداد سرعة التطوّرات التقنية، وعلى المونتير الجيّد الانتباه لها ومواكبتها وإدخال التقنيات الجديدة في عمله.

نحن في سونديلز لدينا مجموعة من أفضل المونتيرات الذين تشهد أعمالهم بخبرتهم، لديهم القدرة على إخراج المحتوى الذي تقدّمه بأفضل صورة لتزيد من نسبة الوصول لجمهورك.

للاطلاع على خدمات المونتاج في منصة سونديلز اضغط هنا 

نظرية المونتاج وأنواعه المختلفة:

تطورت نظرية المونتاج في روسيا السوفيتية في أوائل الثلاثينيات، حيث أسسها "ليف كوليشوف" أثناء دراسته في مدرسة موسكو للسينما، تُعدّ النظرية السوفيتية واحدة من أكثر النظريات تأثيرًا في صناعة الأفلام. 

هناك خمسة أنواع مختلفة من المونتاج وهي:

1. المونتاج المتري (Metric Montage): يستخدم هذا النوع من المونتاج في أفلام الغموض والإثارة التي تحتوي على العديد من المشاهد التي تثير القلق والتوتر، يشير المونتاج المتري إلى طول وترابط اللقطات ويهدف إلى اختصار زمن المونتاج وتجميع اللقطات بشكل يزيد من الحبكة الدرامية.
2. المونتاج الفكري (Intellectual/Ideological Montage): يتميز بوجود عنصر فكري يربط المشاهد بالعمل، وهو يهدف إلى إثارة عواطف المشاهدين من خلال استخدام رموز خاصة بالثقافات والشعوب، هذا النوع من المونتاج لا يركز فقط على نقل حادثة ما، بل يركز على تأثيرها على المجتمع بشكل عام، وهو يناسب المشاهد التي تستهدف فئات واسعة من الجمهور.
3. المونتاج النغمي (Tonal Montage): يتألف من دمج لقطتين أو أكثر مع إضافة الموسيقى، ويميل هذا النوع إلى الجانب العاطفي.
4. المونتاج الإيقاعي (Rhythmic Montage): يجمع في هذا النوع بين عمل المخرج والمؤلف والملحن الموسيقي في صناعة المشهد، يركز على دمج الشعور الحسي والمرئي للمشاهد، ويتضمن استخدام الموسيقى لإكمال المشهد.
5. المونتاج العلني (Overtonal Montage): يعمل هذا النوع على دمج الأفكار والعواطف والسرعة، ويثير الجدل، يناسب تصوير المصائب أو الأحداث التي تثير غضب الجمهور.

أهمية المونتاج في الفيديو أو التدوين الصوتي:

لا شكّ أنّ الاهتمام بالمونتاج وتحرير الفيديو لم يعد مقتصرًا على صناع السينما والأفلام فقط، بل أصبح من الجوانب المهمّة للمحتوى الفني والإذاعي بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات النشر عبر الإنترنت والبودكاست وغيرها.

تعود أهمية المونتاج في الفيديو والتدوين الصوتي إلى عدّة أمور يمكن إجمالها بالنقاط التالية:

• تمكينك من سرد العديد من الأحداث الزمنية التي قد تستمر لسنوات طويلة في وقت قصير وبتسلسل درامي مشوق، مما يساعد على توفير الوقت.
• تمكينك من تقديم كمية كبيرة من المعلومات من خلال ترتيب واختصار المشاهد.
• إجراء تعديلات تساهم في زيادة الحبكة الدرامية واستحواذ انتباه الجمهور حتى النهاية.
• جذب انتباه الجمهور وإثارة الفضول والتشويق لمتابعة الأحداث حتى النهاية.
• إظهار التطور الدرامي للشخصيات عند عرض قصص متعددة.

باختصار، يعدّ المونتاج أحد العوامل الرئيسية لنجاح العمل الفني أو الفيديو، ويعتمد بشكل كبير على مهارات وإبداع المونتير في ترتيب الأحداث وإخراجها بشكل احترافي لتحقيق الهدف المرجو من الفيديو أو المدوّنة الصوتية.