في البدأ، لماذا نسجل الأصوات بتقنية ستيريو؟
للتبسيط وعدم الدخول في تفاصيل مملة، دعونا نفرق بين مصطلحَين، الأول: ملف ستيريو، والثاني تسجيل ستيريو، إن عرفنا الفرق بينهما وهو معلومة تأسيسية ضرورية للمعلق الصوتي، سيكون الأمر أسهل في عملية التوضيح.
- ملف ستيريو: أي ملف صوتي تظهر فيه الموجات الصوتية في مسارَين " Track " أو قناتين " Channel " في برمجيات معالجة الصوت، لذلك قد تسجل مونو، ولكن قد يظهر الملف لديك على شكل ملف ستيريو.
- تسجيل ستيريو: التسجيل باستخدام مايكروفونَين مختلفين، فتكون وحدة إدخال الصوت لبرنامج التسجيل هما وحدَتين أي مايكروفونَين وليس واحدًا، ويفترض أن يؤدي ظهور الملف ستيريو على شكل مسارَين أو قناتين كذلك، ولكن هنا يكون الاختلاف الرئيس: بأن كل قناة تمثل تسجيل مايكروفون مختلف، وكنتيجة نهائية يكون كل سماعة تخرج صوت من قناة والسماعة الأخرى من قناة أخرى، لو افترضنا أننا سجلنا مثلا آلة العود من مايكروفون " أ " وظهر القناة العلوية في الملف في برمجية معالجة الصوت التي تمثل القناة اليمنى المغذية للسماعة اليمنى، فتكون السماعة اليسرى ستأخذ من المايكروفون " ب " وسيظهر في القناة السفلية مثلا.
ما هي استخدامات تقنية ستيريو؟
عادة ما نلجأ للتسجيل بتقنية ستيريو في حال وجود مصدرين للصوت، وهنا الصوت قد يكون بشري أو آلة موسيقية، مما يعني أننا قد نسجل صوتين بشريين بتقنية ستيريو باستخدام اثنان من المايكروفونات، وذلك في حال تسجيل الحوارات المتعددة الشخصيات مثلا في المسرحيات الصوتية، أو الموشن جرافيك الحواري مثلا.
وكذلك نستخدم التسجيل بتقنية ستيريو في حال تسجيل صوت بشري وصوت آلة موسيقية لنفس العمل الصوتي، أو في حال تسجيل أصوات أكثر من آلة موسيقية بنفس الوقت، أي في حال وجود مصدرين للصوت.
وبذلك نكون توصّلنا إلى الغرض الأساس من تسجيل العمل الصوتي بتقنية ستيريو، حيث نهدف من خلال ذلك الوصول إلى تصميم ملف صوتي يحاكي الطبيعة من حيث الصوت العريض المجسّم، ونستغل أن ما تسمعه الأذن اليسرى يختلف عما تسمعه الأذن اليمنى بشكل عام، مما يسمح لنا مثلا عرض صوت زقزقة العصافير لتسمعه الأذن اليمنى، وصوت الهواء من الأذن اليسرى، وكذلك صوت الطفلة التي تحكي قصتها في الروضة من قناة صوتية وصوت أمها التي تشجعها وتسمعها كلمات الحب والحنان من القناة الصوتية الأخرى.
صوت مونو، صوت أحادي الإشارة والاتجاه
من هنا نتساءل، هل نحن بحاجة لتحويل تسجيل المونو إلى ملف ستيريو؟ ما حاجتنا إلى تحويل ملف أحادي القناة أو الإشارة في الأصل إلى ملف ثنائي القناة ومضاعفة حجمه دون الحاجة لذلك؟ ما لم تكن تهدف إلى أن تصميم أدائين مختلفين من خلال صوتك فقط، كأن تمثّل صوت طفل، وبنفس الوقت صوت رجل، إن كنت مِمن يمتلك هذه الموهبة، وإلا فلا تخرج ملف تسجيل صوتك الواحد بملف ستيريو.
صوت ستيريو، صوت ثنائي الإشارة ومتعدد الاتجاه
يرتبط ملف ستيريو بالفراغ وتمكين أذن المستمع من تحديد مصدر الصوت واتجاهه أو اتجاه حركته، كأن يأتي صوت القطار من بعيد ويتصاعد صوته كأنه مجاور للمستمع ثم يتضائل ويتلاشلا في العدم مرة أخرى، وكذلك حركة الطائرة، والطيور، الحروب والمعارك وحركة الأسلحة والمقذوفات والمتفجرات، صوت الإسعاف والسيارة الإطفائية.
هل تجد من فائدة لتسجيل الصوت البشري الواحد بتقنية ستيريو؟ نسعد بملاحظاتكم في التعليقات.
أما إذا كانت هناك حاجة معينة للتسجيل الاستيريو؛ فهنا نستخدم مايكروفونين اثنين لتجسيم الصوت، أو يتم تحويل الملف المونو إلى ستيريو وإدخال المؤثرات المطلوبة للتجسيم على الملفين.
شكرًا للمقال الرائع.
هل ترى من الأفضل التسجيل بتقنية مونو وحفظ الملف بتقنية ستيريو؟
أم لا داعي حتى بحفظه بهذه التقنية؟