وقد ثبتت صحّة هذا المبدأ على مدى الخمسة وعشرين سنة الماضية بشكلٍ لا يقبل الجدل، لكن آن الأوان للتغيير اليوم، ولا نقصد بأنّ هذا المبدأ قد أصبح خاطئًا لكن لا بدّ لكلّ ملك من ملكة.
40 % من المتواجدين على وسائل التواصل الاجتماعي هم صنّاع محتوى
المحتوى اليوم لم يعد هو الشيء الوحيد الجذاب للمتابعين، خصوصًا وأنّ اثنين من كلّ خمسة أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يمكننا اعتبارهما صانعي محتوى بطريقةٍ ما، فالمحتوى على الإنترنت يوجد بأنواع كثيرة.
وفي عصرنا هذا حيث أصبحت شعبية المؤثرين غير مرتبطة بجودة محتواهم ولم تعد جودة المحتوى هي الأساس الذي يقوم عليه الانتشار، أصبح من الشائع أن ترى محتوىً جيدًا أو رائعًا لكنه غير منتشر ولا يعلم به أحد.
ونعود ونؤكّد أنّ جودة المحتوى ما زالت مهمّة جدًا، لكن ما الجدوى من محتوى ممتاز لكنه لا يصل للجمهور، فالفكرة الجديدة هي أنّنا يجب أن نعزّز من قنوات تواصلنا مع الجمهور، واليوم برز لاعب جديد على ساحة المحتوى، وهو المحتوى الصوتي.
بالرغم من أنّ المحتوى الصوتي أقدم بكثير من الأنواع الأخرى وذلك عبر الراديو إلا أنّه نجم الراديو كان قد أفل مع طوفان شبكات التواصل الاجتماعي ومحتوى الفيديو بشكلٍ خاص، لكنّه اليوم يعود مع البودكاست والمساعدات الصوتية.
إنّ طبيعة الحياة الحديثة اليوم وازياد مستوى الرفاهية وانتشار الأجهزة الذكية، وطبيعة المحتوى الصوتي السلبية أي التي لا تحتاج إلى تفاعل من المتلقّي ويمكن لأي شخص يقوم بأعماله اليومية الروتينية من قيادة السيارة إلى التنظيف أو أي عمل لا يتطلب جهدًا ذهنيًا مركّزًا، يمكنه الاستماع أثناء قيامه بتلك الأعمال بعكس الفيديو الذي يحتاج استخدام حاستي السمع والرؤية معًا.
مناورة الملكة
حان الوقت لاتّخاذ خطوة فعالة بالاتجاه الصحيح وهي الاتّجاه نحو المحتوى الصوتي، حيث إنّ الناس اليوم أسرى لأجهزتهم الذكية في كلّ مكان ومن الغباء تفويت هذه الفرصة للتسلّل إلى أدمغتهم عبر أسلاك السماعات.
مع ملاحظة أنّ معظم المحتوى المؤرشف بمحركّات البحث على الإنترنت هو محتوىً نصيّ، لأنّ البحث ضمن النصوص هو الطريقة الأكثر شيوعًا وأكثر سهولة، لكن جميع شركات التقنية تدرك حجم سوق الصوتيات، وستعدّل من طريقة أرشفتها لمحتوى الشابكة كي تشمل المحتوى الصوتي بطريقةٍ ما، ومن المتوقّع أن تتأثّر المواقع التي تعتمد على النصوص المكتوبة فقط، حيث ستكون الأفضلية في ترتيب نتائج البحث لتلك المواقع التي تحوي محتوىً صوتي، فلا تتخلّف عن الركب!
أخيرًا كيف ندخل إلى عالم الصوت؟
هناك عدّة أنواع من المحتوى الصوتي التي يمكن للجميع الخوض في أحدها، مثل: المدوّنات الصوتية والكتب الصوتية وملخّصات الكتب الصوتية، والبودكاست، ويكفي أن نعلم أنّ يوتوب أضخم موقع استضافة فيديو في العالم يعدّ العدّة للدخول إلى عالم البودكاست، كذلك على الصعيد العربي فإنّ أشهر يوتيوبر عربي أحمد الغندور المشهور ببرنامج الدحيح قد تحوّل للمحتوى الصوتي مع جزء من فريقه في سلسلة "الدحيحة" التي تُذاع على تطبيق ستوري تل للكتب الصوتية.
يتوفّر في سونديلز كافة الخدمات اللازمة للبدء ببثّ البودكاست كما يتوفّر دليل عمل شامل لو أردت تنفيذ كلّ شيء بنفسك.
شكرا