يختلف أداء اﻷدوار الصوتية في المواد المرئية مثل اﻷفلام الوثائقية والمسلسلات واﻷفلام الأجنبية المدبلجة للغة العربية، أو أي لغة أخرى، عن أداء أغنية، حتى التعليق الصوتي للمباريات الرياضية في الوقت الحالي، أصبح وكأنه أداء صوتي يحمل بين طياته العاطفة واﻹثارة وتشعر وكأنك داخل معركة حامية الوطيس بين فرسان وعتاد حربي!
كلما بذلنا طاقتنا لجعل اﻷداء الصوتي فنّاً وحرفة بحيث لو اطلع أي متابع من خارج وسط المعلقين الصوتيين أو مؤدّيي الشخصيات الصوتية، فإنه لن يستطيع أداء اﻷعمال بنفس المستوى مما يزيد من فرص امتلاكنا لهذه المنطقة من الفن وذلك من خلال إخراج السيناريو بطريقتنا المميزة والخاصة .
ما الذي نعنيه بإخراج السيناريو بطريقتي الخاصة والمميزة أو جعله ملكك؟
حسنًا، ينبغي على فنان في مجال اﻷداء الصوتي أن يضيف أسلوبه، طاقته، نبرة صوته، وتسارعه للنص الذي يقرأه، وقد يكون هذا اﻷمر صعبًا خصوصًا في السيناريوهات المعقدة، إﻻ أنه ﻻ بدّ له من أداء النص بطريقة تدل على اسم الفنان دون غيره.
هل قرأت مقاﻻت، مثلًا، لنزار قبّاني؟ يعرف عن الشاعر الكبير أنه لو وقعت ورقة منه في الشارع وقرأها من قرأها لقال أن هذه الكلمات ما خرجت إﻻ من نزار قبّاني، وبالمثل لو قام أحدهم بسماع صوت لفيلم مدبلج سيعرف أن هذا الصوت يعود للفنان الفلاني، ما الذي جعل أذن هذا المستمع تتعرف على الفنان من أدائه الصوتي؟ بالطبع ليس مِن مجرد نبرة صوته الخاصة.
ينبغي عليك كمعلق صوتي، عند تكليفك بأداء سيناريو صوتي معين، أن تتعرف على الهدف العام للسيناريو وفي أي إطار ستكون الشخصية التي ستؤديها، وبأي طريقة ستصل للهدف العام، اﻷمر يتطلب منك أن تجعل اﻷداء مفعماً بالنشاط والحيوية، وبشكل طبيعي غير متصنع، كلمات النص تحتاج ﻷن تقدم بسلاسة وسهولة، وليس وكأننا نقرأ مجرد كلمات في جريدة قراءة عابرة ﻻ نولي أي اهتمام لما تحتويه من تفاصيل!
الكلمات تحتاج من المؤدي الصوتي (المعلق الصوتي) أن يؤديها وكأنه يمتلكها وتمتزج في روحه لتخرج من خلال صوته، فيتردد صداها بين الجماهير، اﻹحساس عنصر ضروري لنجاحك في تأدية شخصيتك الصوتية في القصة.
الوصول إلى مثل هذه الاحترافية ﻻ يأتي من يوم وليلة، يحتاج للكثير من التدريب، والاهتمام بأدق التفاصيل، وتقديم كل ما يتطلبه المشهد، الموقف، العاطفة، ونوعية اﻷداء، من أجل الوصول إلى إقناع الجمهور بأدائك للشخصية، كل ذلك يتطلب فهمًا عميقًا للموضوع وإدراكِ ماهية العبارات والكلمات الرئيسة التي من شأنها التأثير على المستمع.
كما يتطلب معرفة وتيرة القراءة "السرعة" المناسبة، وتحديد أيٍ من الكلمات التي ستركز عليها وتعطيها اهتماماً أكثر من غيرها، وتتعرف على الكلمات والعبارات التي يتطلب سياق القصة أن تقرأها قراءة عابرة.
ما رأيك؟ هل لديك أي نصيحة حول تأدية اﻷدوار الصوتية؟ ننتظر مشاركتنا بها في التعليقات لتعم الفائدة على الجميع.
إخراج السيناريو بطريقتك الخاصة والمميزة كمعلق صوتي يعني إضافة لمستك الشخصية وأسلوبك الفريد إلى النص الذي تقوم بإلقائه.
هناك بعض النقاط من وجهة نظري يجب مراعاتها:
التفاعل مع النص: حاول أن تفهم النص بعمق وتفاعل معه عاطفيًا. هذا سيساعدك على نقل المشاعر والمعاني بشكل أفضل.
التنوع في النبرة: استخدم تنوع النبرة لتوضيح النقاط المهمة وإبراز العواطف المختلفة في النص. هذا يجعل الإلقاء أكثر حيوية وجاذبية.
الإيقاع والتوقيت: تحكم في إيقاع وتوقيت الإلقاء. بعض الأجزاء قد تحتاج إلى إلقاء ببطء لإبراز الأهمية، بينما يمكن إلقاء أجزاء أخرى بسرعة لإضافة ديناميكية.
التفاعل مع الجمهور: تخيل أنك تتحدث إلى شخص معين أو جمهور معين. هذا يمكن أن يساعدك في جعل الإلقاء أكثر شخصية وواقعية.
إضافة لمساتك الخاصة: لا تخف من إضافة لمساتك الخاصة، سواء كانت في طريقة نطق الكلمات أو في استخدام تعابير معينة. هذا ما يجعل الإلقاء فريدًا ويعكس شخصيتك.
التدريب المستمر: استمر في التدريب وتحليل أدائك. استمع إلى تسجيلاتك السابقة وحاول تحسينها باستمرار.
الاستماع إلى المحترفين: استمع إلى المعلقين الصوتيين المحترفين وحاول تحليل أساليبهم وتقنياتهم. هذا يمكن أن يعطيك أفكارًا جديدة لتطوير أسلوبك الخاص.
بتطبيق هذه النصائح، يمكنك جعل السيناريو “ملكك” وإخراجه بطريقة تعكس شخصيتك وأسلوبك الفريد.