المستقبل لإعلانات الصوت على يوتيوب

سنتكلّم عن أهمّية وفعالية الإعلانات الصوتية في يوتيوب، وقد تستغرب من هذه التسمية، لأنّ موقع يوتيوب هو منصّة استضافة فيديو، لكننا نقصد بالإعلانات الصوتية تلك الإعلانات التي تحوي بالإضافة للمحتوى المرئي تعليقًا صوتيًا، فهناك إعلانات كثيرة تحوي الموسيقا فقط، لذا ميّزنا الإعلانات التي تحوي تعليقًا صوتيًا بعبارة الإعلانات الصوتية.

لماذا الإعلان الصوتي؟

أظهرت الاستطلاعات أنّ إدراج حوار صوتي في الإعلان يجعله أكثر فاعلية بنسبة 40% عندما يتعلّق الأمر بتذكّر اسم العلامة التجارية، وأكثر كفاءة بنسبة 60% في خلق وعي بالعلامة التجارية، وذلك مقارنة بالإعلانات التي لا تحوي تعليقًا صوتيًا من أيّ نوعٍ كان.

مع ملاحظة أنّ اللغة واللهجة تلعبان دورًا مهمًا في الرسالة التي يوصلها الإعلان وهذا يذكّرنا بأهمية توطين الإعلانات.

لماذا يجب أن تبث إعلانك عبر يوتوب؟

الوصول الكبير الذي يحققه يوتيوب هو أهمّ العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار، فقد وُجِد أنّ 90% من المستخدمين يكتشفون العلامات التجارية الجديدة عبر يوتيوب.

التنوّع الكبير للمستخدمين في يوتيوب يتيح لك الوصول إلى أيّة شريحة ترغب بها، فهو يغطي 100 دولة!

يستخدم الكثيرون يوتوب كتلفاز وراديو بنفس الوقت، بل إنّ البعض يستخدمونه بوصفه أكثر من ذلك فهو بالنسبة لهم يكافئ شبكةالإنترنت كاملةً، حيث يستخدم محرك بحث يوتوب من أجل كلّ شيء حرفيًا.

يوتوب ليس فقط منصّة استضافة فيديو، بل يمتلك مجتمعات يمكن استخدامها لنشر الصور والمقالات، كما إنّ آخر تحديث له المتمّثل بإضافة الفيديوهات القصيرة المشابهة لميزة القصص في إنستاغرام يجعله جذابًا للمستخدمين الأصغر سنًا.

إمكانية تخصيص الجمهور المناسب لإعلانك بدقّة كبيرة، حيث يمكن استهداف الموقع والموضوعات والكلمات الرئيسية والعمر والجنس والاهتمامات، وهذه أمور اعتيادية لدى جميع منصات التواصل، لكن ما يميّز يوتوب أنّ الاستهداف يكون أكثر دقّة لأنّ ترشيحاته بالأساس تعتمد على ما شاهده الجمهور سابقًا، بحيث يمكن إما استهداف المحتوى المشابه لمحتواك أو المنافس له.

معلومات مفيدة قبل إنشاء إعلان صوتي على يوتوب

56% من الإعلانات الصوتية كانت لشخصيات محايدة.

6 من كلّ 10 أشخاص يفضّلون منصات الفيديو عبر الإنترنت على المحتوى التلفزيوني وهذا يؤكّد مرة أخرى على أهمية الإعلانات عبر الإنترنت.

عندما يريد الناس البحث عن شيء ما في بالهم فإنّهم لا يقلبون في قنوات التلفزيون بل يبحثون في جوجل أو يوتوب.

83% من الناس يثقون بتوصيات الأصدقاء والعائلة، ويمكن مشاركة الإعلانات عبر يوتوب بسهولة.

يتيح YouTube إمكانية تلقي التعليقات مما يجعلك أقرب إلى المستهلكين.

يتوفر YouTube في جميع الأجهزة وجميع القياسات، وتعتمد ملايين المواقع على ميزة تضمين الفيديوهات منه أيضًا.

يتيح YouTube لك اختيار مكان تشغيل الإعلان، حيث يقدم لك الخيارات التالية: قبل بدء الفيديو، أو أثناءه تشغيله، ويمكنك التحكم بالعديد من الحيثيات الأخرى بناءً على ميزانيتك وهدفك من الإعلان.

تستطيع اختيار نوع التفاعل الذي تريده من حملتك الإعلانية، مثل زيادة الزيارات لموقعك أو زيادة المشتركين لقناتك.

لنبدأ بصناعة إعلان YouTube الصوتي الجديد

تتحكّم الميزانية المخصّصة للإعلان بمعظم خطوات العمل، وتنقسم كلفة الإعلان إلى جزئين أساسيين هما كلفة إنشاء المحتوى، ثمّ تكاليف الترويج للحملة.

من أجل تخفيض كلفة إنشاء المحتوى لديك خيار جيد جدًا وهو إجراء تعديلات صغيرة على محتوى إعلان تلفزيوني سابق بحيث يلائم النشر في YouTube

أما لو أردت البدء بمحتوى جديد من الصفر فيجب الانتباه إلى النصيحة الجوهرية وهي أنّ المحتوى هو الملك وهو النواة لكل ما تقوم به فمهما كان مستوى الفيديو أو الصوت احترافي لن يؤدي الغرض المطلوب ما لم يكن المحتوى بحدّ ذاته جاذب، لذا عليك التعاقد مع محترفين لصياغة نصوص الإعلان، حتى لو كنت تريد توطين إعلان عالمي مثلًا فالأمر ليس فقط ترجمة جافة، بل يحتاج بدوره للصياغة بما يناسب الجمهور الجديد سواء من حيث اللغة أو اللهجة.

تترواح الإعلانات بين 5 إلى 30 ثانية، أي بما لا يزيد عن 60-80 كلمة للإعلان ذي الثلاثين ثانية، ولا تفكّر في زيادة عدد الكلمات عن هذا الحدّ كي لا يبدو كأنّه أغنية راب. [استخدم أداة حساب زمن التسجيل]

وهنا نعيد التأكيد على أمر مهمّ جدًا وهو أنّ الناس التي تشاهد الإعلان قبل بدء الفيديو سواء الإعلان ذي الست ثوان الذي لا يمكن تخطيه أو الإعلان الطويل الذي يتيح خيار التجاوز بعد خمس ثوان، معظم هؤلاء الناس يضغطون خيار التخطي (حوالي 99%)، لكن بعد مضي خمس ثوان، وفي هذه الحال فقد استمعوا للإعلان دون التركيز على الصور أو الفيديو المعروض أمامهم، وهنا لديك فرصة خمس ثوان لتقنع المستخدم بعدم ضغط زر التجاوز والاستمرار في سماع ومشاهدة الإعلان، وهذا الأمر يقع بمجمله على عاتق الصوت، فكن حريصًا عند اختيار الصوت ولا تتنازل عن صوتٍ احترافي.

قد تكون النسبة السابقة محبطة، وتقول في نفسك هل سأتعب نفسي وأصرف أموالي من أجل الواحد بالمئة المتبقية التي لا تتجاوز الإعلان، والجواب لا هذا الكلام غير دقيق، لأنّ الواحد بالمئة الذين لم يتجاوزوا الإعلان ليسوا الوحيدين الذين تأثروا بإعلانك، وارجع قليلًا بذاكرتك، ألم تعلق في ذهنك العديد من العلامات التجارية أو إعلانات الأفلام أو غيرها وذلك فقط من خلال إعلاناتها على YouTube بالرغم من أنك لم تضغط على زر تخطي الإعلان! فالجواب بدقّة هو أنّك تعزّز هوّيتك وترسّخ وجودك في أذهان العملاء المستقبليين.

في النهاية نحن إذ تحدّثنا عن أهمية الصوت في الإعلان لا ننكر أهمية العناصر المرئية لكنّ هذه العناصر نالت كفايتها من الاهتمام وبات من المهمّ التركيز على الصوت لما له من دور كبير في الذاكرة البشرية.