هل فكرت يومًا وأنت تشاهد فيديو أو فيلمًا لقصة ما كيف يختصر هذا الفيلم أحداث سنوات طويلة ويقدمها في دقائق معدودة؟ وكيف يستحوذ على تركيزك وانتباهك حتى تنتهي من متابعته؟
في الواقع إن تصوير فيديو أو تسجيلًا صوتيا لا يقتصر على التقاط عدة مشاهد أو تسجيل مقاطع فقط، ولكن هناك مراحل يمر بها هذا الفيديو حتى يخرج للمشاهد في تسلسل درامي يحقق الهدف من تقديمه.
والمونتاج الاحترافي من أهم العمليات التي تتم على الفيديو أو التسجيل حتى يخرج للنور، وذلك في شكل متناسق يصلح للعرض على المنصات المختلفة سواء السينما أو مواقع التواصل وغيرها.
المحتويات
- تعريف المونتاج وتاريخ ظهوره.
- ما هي مواصفات المونتير المتميز؟
- ما هي نظرية عمل المونتاج وأنواعه؟
- المونتاج المتري Metric montages.
- المونتاج العلنى Overtonal montage.
- المونتاج الفكري Intellectual/Ideological montages.
- المونتاج النغمي Tonal montages.
- المونتاج الإيقاعي Rhythmic montages.
- ما هي أهمية المونتاج في الفيديو أو التدوين الصوتي؟
ما هو المونتاج؟
المونتاج عبارة عن تقنية خاصة يتم من خلالها اختيار وترتيب المشاهد وطولها الزمني بشكل يضع كل اللقطات في تسلسل مناسب، وكذلك القص أو الإضافة ووضع الانتقالات والمؤثرات السمعية والبصرية.
كل ذلك من أجل أن يظهر الفيديو في أفضل صورة تحقق المصداقية والهدف من وراء عرض هذا المحتوى وتعرض الرسالة في أبسط صورة.
يقوم بهذه العملية شخص يسمى المونتير وهو من أهم الأشخاص بعد المخرج والمؤلف لهذا العمل، وتعود كلمة المونتاج إلى الأصل الفرنسي وتعني "التحرير أو الجميع".
ومن الجدير بالذكر أن المونتاج يحتاج إلى شخص ماهر لديه الحس الفني والإبداعي، وفي سونديلز سوف تجد من يساعدك على إخراج المحتوى الذي تقدمه في أفضل صورة تساعدك على الوصول لجمهورك، وللمزيد من التفاصيل يمكنك الاطلاع على كافة خدمات سونديلز .
وقد بدأ ظهور المونتاج في عام 1898 في الفيلم البريطاني "Come Along Do!" وكان أول الأفلام التي احتوت على أكثر من مشهد،
وفي 1903 قدم المخرج "Edwin Porter" فيلم "The Great Train Robbery" وكانت مدة عرضه 12 دقيقة فقط، ولكنه أول فيلم يعتمد تقنية "Cross Cutting"، والتي تتيح التنقل بين مشهديين يعرضان حدثين مختلفين في نفس الوقت كما يحدث في الأفلام المعاصرة.
تطور الأمر بعد ذلك واستخدم المخرج "David Griffiths" تقنية المونتاج التتابعي في عشرات الأفلام التي صنعها، وهو أول من اخترع مفهوم اللقطة المقربة "Closs Up".
ما هي مواصفات المونتير المتميز؟
يعتبر المونتير هو الجندي الخفي لأي عمل فني، وهو المسؤول عن اللمسة الأخيرة والشكل النهائي الذي يظهر للجمهور، ويعتمد نجاح عملية المونتاج والتي تصبح سبب لنجاح العمل الفني أو الفيديو أيًا كان نوع المحتوى على الحس الفني وخبرة المونتير.
ومن أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها المونتير لاحتراف المونتاج ما يلي:
- التعامل الصحيح مع قطع اللقطات: بحيث يزيل اللقطات الثانوية حسب الاحتياج إلى التعديل، ثم يعيد دمج اللقطات بمهارة وتسلسل تزيد من الحبكة الدرامية.
- مراعاة الوقت المناسب لكل لقطة وعدم الإطالة في اللقطات بشكل غير مناسب: وهذا يحتاج منه حس فني عالي وإبداع أيضًا.
- التسلسل المنطقي للأحداث: حيث أنه كلما الأحداث متسلسلة بشكل منظم كان تأثيرها على المشاهد أقوى، ويصبح هذا دليل على نجاح المونتير في تحقيق الهدف الدرامي.
- الإلمام بكافة صيغ الفيديو وأنواع الجودة السينمائية: هناك أنواع متعددة من الجودة في الفيديو ويجب على المونتير تحديد درجة الدقة والجودة التي سوف يعمل بها، وهذا يتطلب منه معرفة بكافة صيغ الفيديو والجودة السينمائية.
- احتراف برامج المونتاج وكيفية التعامل معها: ومن أشهر برامج المونتاج "Adobe Premiere".
- القدرة والمرونة على إضافة المؤثرات الصوتية والمرئية اللازمة.
ما هي نظرية عمل المونتاج وأنواعه؟
نظرية المونتاج حدثت في روسيا السوفيتية أوائل الثلاثينيات وأسسها "ليف كوليشوف" أثناء دراسته في مدرسة موسكو للسينما، وتعتبر النظرية السوفيتية من أكثر النظريات تأثيرًا في صناعة الأفلام.
وهناك خمس أنواع مختلفة في نظرية المونتاج وهي:
المونتاج المتري Metric montages
أسلوب المونتاج المتري يكون مناسب في أفلام الغموض والإثارة والتي تحتوي على الكثير من مشاهد تثير القلق والتوتر، وهو يشير إلى طول وترابط اللقطات بعضها ببعض واختصار المونتاج في تجميع اللقطات وتقصير زمنها.
الفكري Intellectual/Ideological montages
يتميز بأن هناك عامل فكري يربط المشاهد بالعمل، وهو يهدف إلى إثارة عاطفة المشاهد من خلال الاستعانة برموز معينة خاصة بالشعوب والثقافات، وهو لا يركز على نقل حادثة بعينها وإنما يركز على تأثيرها على المجتمع ويكون مناسب في المشاهد التي تخص فئات كبيرة وليست محدودة.
المونتاج النغمي Tonal montages
وهو يتكون من لقطتين أو أكثر مع إضافة الموسيقى وهو يميل إلى الجانب العاطفي.
الإيقاعي Rhythmic montages
يتداخل في هذا النوع عمل المخرج والمؤلف والملحن الموسيقي في صناعة المشهد، حيث يركز على دمج الشعور الحسى والمرئي للمشاهد فيكون هناك نوع من الموسيقى تساعد على اكتمال المشهد.
المونتاج العلنى Overtonal montage
يعمل هذا النوع على دمج الأفكار والعواطف والسرعة ويثير الجدل وهو مناسب لتصوير مشاهد المصائب أو الأحداث التي تثير غضب الجمهور.
ما هي أهمية المونتاج في الفيديو أو التدوين الصوتي؟
لا شك أنه لم يعد الاهتمام بالمونتاج وتحرير الفيديو يقتصر على صناع السينما والأفلام، ولكن تعلمه ودراسته أصبح يهم الكثير من محرري الفيديو مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات النشر على الإنترنت.
ونظرًا لأهميته الشديدة في توليف وترتيب المشاهد والحبكة الدرامية، فهو يعتبر أحد أهم أسباب نجاح وانتشار الفيديو أو التسجيل الصوتي.
وترجع أهمية المونتاج إلى عدة أمور يساعد على تحقيقها ومنها:
- يعمل على سرد العديد من الأحداث الزمنية التي قد تحدث على مر عقود في زمن قصير وتسلسل درامي وهو بذلك يساعد على تقليل الوقت.
- يقدم كم كبير من المعلومات للمشاهد من خلال ترتيب المشاهد واختصارها.
- عمليات التعديل التي تحدث سواء بالحذف أو الإضافة والنقل تعمل على زيادة الحبكة الدرامية والاستحواذ على انتباه الجمهور حتى نهاية الفيديو أو التسجيل.
- من أهم الأهداف التي يحققها المونتاج هي جذب انتباه الجمهور وإثارة الفضول والتشويق لديه بمتابعة الأحداث حتى الوصول للنهاية.
- عند عرض عدد من القصص يكون المونتاج هو الأسلوب الأمثل تحقيق هذا الغرض ويعطي كل شخصية حقها من العرض ويساعد على إظهار التحول الدرامي في كل قصة.
في نهاية المقال، يمكن القول بأن المونتاج من أهم عوامل نجاح العمل الفني أو المقطع الصوتي الذي تريد إنشاؤه، ويعتمد عمل المونتير أو الشخص الذي يقوم بهذه المهمة بشكل كبير على حسه الفني والإبداعي في ترتيب الأحداث بشكل احترافي يساعد على وصول الرسالة من الفيديو أو التسجيل.
ومن الجدير بالذكر أن منصة سونديلز من أهم المنصات في تقديم الدورات التدريبية الخاصة بالمونتاج كما تساعدك على الوصول لمستوى الاحتراف.