لقد تشّعبت مهنة المحاماة بشكل كبير بسبب الحياة الحديثة وكثرة تفريعاتها، فأصبح المحامي مختصًا بصنف واحد من صنوف الدعاوى أو المحاكم شأنه شأن الطبيب، ومثل ما لدينا المستشفيات، فقد نشأت شركات المحاماة التي تعالج كافّة أنواع القضايا وتتعامل مع كلّ أنواع المحاكم.
هل من الممكن لشركات المحاماة أن تستفيد من التعليق الصوتي في عملها؟
الإجابة القصيرة والمباشرة والمفاجئة هي نعم يمكنها ذلك، بل يمكنها الاستفادة بأكثر من طريقة، أمّا التفاصيل فها هي:
الطريقة الأولى: على المستوى الداخلي
يمكن لشركات المحاماة أن ترفع من الإنتاجية عبر توفير نسخة صوتية من مستنداتها لموظّفيها، من جهة أولى فإنّ كمية المستندات والمعلومات كبيرة جدًا وتضاهي الموسوعات، ومن جهة ثانية فإنّ معظم الموظفين يقضون أوقاتًا طويلة في التنقلّات والمواصلات وسيكون من المفيد مراجعة المعلومات عبر الصوت في تلك الأوقات المهدورة أثناء التوجّه من الشركة إلى المحكمة مثلًا.
يمكن للمكتبة الصوتية أن تمنح الشركة فوائد لا تُحصى، حيث يمكن للمساعدين القانونيين مراجعة الشكاوى أو قوائم الأسئلة التي يرسلها المحامون، وإعداد المرافعات، كما تمنح المتدربين وسائل إضافية للتعلّم.
الطريقة الثانية: على مستوى العملاء
حيث يوجد الصوت يوجد الناس، هذا هو المبدأ بكلّ بساطة، لأنّ شعبية الصوت تزداد باستمرار حيث البودكاست والكتب الصوتية والمدونات الصوتية الخ
مثلًا في الولايات المتحدة 68% من الناس يستمعون لأحد تنسيقات الصوت شهريًا، ويبلغ معدّل الاستماع الأسبوعي أكثر من 16 ساعة وهو في تزايد مستمرّ.
من الضروري إدراك هذا التحوّل في سلوك المستخدمين حيث يشكّل المحتوى الصوتي جزءًا كبيرًا من استهلاك المحتوى العالمي، لذا فعليك الوجود حيث يوجد الجمهور أي الوجود من خلال أحد تنسيقات الصوت.
لدى أيّة شركة محاماة الكثير من المحتوى الذي يمكن تحويله إلى شكل من أشكال الصوت مثل البودكاست أو المقالات الصوتية، لذا فإنّ الخطوة الأولى منجزة بالفعل ولا نحتاج إلى تأليف المحتوى.
أما الخطوة الثانية هي اختيار المعلومات التي يهتمّ الجمهور بسماعها، ثمّ البدء في تحويلها إلى برنامج بودكاست أو سلسلة من المقالات الصوتية.
إنّ المحتوى الصوتي يعني بالنسبة لأية شركة محاماة هو فرصة لـ:
· زيادة الوعي بالعلامة التجارية
· توسيع قاعدة الجمهور
· تكوين روابط أكثر متانة مع العملاء الحاليين
شركات العقارات والمحتوى الصوتي
إنّ طبيعة عمل شركات العقارات قريبة جدًا من عمل شركات المحاماة، فكلاهما يتعامل مع عدد كبير جدًا من العملاء، ولديهما كمّ هائل من المعلومات التي تُعدّ مبهمة بالنسبة للعملاء، وتهدر هذه الشركات جهودًا كبيرة في تثقيف الجمهور بالسياسات والقوانين وطرق إبرام العقود وغيرها.
يمكن لشركات العقارات أن تبث بودكاست يعرض معلومات ونصائح، ويشرح القوانين الناظمة لعمليات نقل الملكية او الإيجار وغيرها.
في يومٍ ما سيلزم لهذا الشخص الذي استمع إلى بثّك سابقًا إلى خدمة عقارية، إنّ أول اسم سيخطر في باله حينها سيكون اسم الشركة التي سمع منها المعلومات المفيدة حول العقارات، سيتذكرها قبل تذكر اسم تلك الشركة التي أغرقته بالإعلانات.
وكما وضحنا أعلاه بالنسبة لشركات المحاماة فإنّ لدى شركات العقارات فرصة للتخفيف عن موظفيها أو مساعدتهم عبر توفير المحتوى النصي بشكل صوتي بحيث يستغلون أوقات التنقل في المواصلات للاستماع.
خاتمة
إنّ التحول إلى المحتوى الصوتي الآن خيارٌ مطروح، لكنه سيصبح فيما بعد أمرًا واقعًا وعلى الفطِن الانتباه لهذا الأمر والاستعداد له والمبادرة لاستغلاله قبل فوات الأوان.
تقدّم سونديلز خدمات الصوت اللازمة لإطلاق بودكاست وكذلك من أجل إنتاج المقالات والمدونات الصوتية، ما عليك سوى البحث في قائمة الأصوات المتوفرة واختيار أحدها للبدء في مشروعك الصوتي.
شكراً لكم