لأن بيان الناس من أي نوع كان ومهما بلغ من الدقة والرقة, ما يزال أضيق من أن يتسع لجميع مشاعرهم وأفكارهم - فهم أطفال يلثغون - وأنا وإن كنت أكتب هذه المذكرات لنفسي لا للناس, سأضع في آخرها : (( ما ذاك فكري )) الصدق بالنيات لا بالبيان والنيات يحجبها البيان لذلك كان الناس في عذاب مستمر وقد اختلط عليهم صادقهم وكاذبهم أما أنا - قسم الإنسانية الساكت - فكيف أكذب ؟ إنما تكذب النية الصالحة ببيانها الفاسد, وتكذب النية الفاسدة ببيانها الذي يقلد الصدق الكلام مزيج من الصدق والكذب - أما السكوت فصدق لا غش فيه لذاك سكت والناس يتكلمون