كان يوم 26 ديسمبر 2014 يوم عادي في أغلب بلدان العالم، ولكن في لحظة واحدة تغيرت حياة الملايين بشكل مفاجئ في الساعات الأولى من صباح زيو، هز زلزال هائل بحر أندامان قبالة سواحل إندونيسيا كانت قوته هائلة، وصلت إلى 9 درجات على مقياس ريختر نتيجة تسونامي ضخمة قادمة بسرعة تفوق كل التصورات وفي تلك اللحظات كانت هناك أسرة مكونة من 5 أفراد في منتجع على الشاطئ في تايلاند كان الجميع استمتع بالبحر والأجواء الجميلة، يفكرون في عطلة ممتعة للبحر دون أن يدركوا أن البحر نفسه كان يخبئ لهم أسوأ كابوس قبل ان يعرفوا ما الذي يحدث، رأوا البحر يتراجع فجأة كما لو أن شيئا ضخما قد ابتلع الجميع في المنتجع تجمدوا للحظة لا يعرفون ان كان هذا طبيعيا ام لا لكن في قلبهم كان هناك شعور غريب بالخوف ثم وبدون أي تحذير جاءت الموجة الأولى عملاقة مثل جبل من المياه تضرب الشاطئ بسرعة رهيبة الأم التي كانت تحاول طمأنة أطفالها شعرت بشيء غريب جدا نظرت إلى البحر الذي أصبح مظلما وكأن البحر كله يحاول أن يلتهم كل شيء في طريقه في تلك اللحظة قرر الزوج أن يركض مع عائلته نحو الداخل بأقصى سرعة، ولكن كان الأوان قد فات الموجة الاولى ضربت الشاطئ بكل قوتها وحطمت كل شيء في طريقها كانت المياه تجرف كل شيء من المباني الى الأشجار والسيارات وكل شيء يقع في طريقها الاسرة كانت تسعى للنجاة وكانت الأم تمسك بأطفالها وهي تجري نحو مكان أعلى ولكن الصدمة لم تتوقف هناك بعد دقائق قليلة جاء تسونامي اخر اكبر واقوى ودمر كل شيء تقريبا في لحظة كانوا جميعا تحت الماء ومع الاموات كان تاثير لحظات من الرعب والموت حيث كانوا لا يعلمون ان كانوا سينجون ام لا لكن القصة لم تنتهي هناك بعد ساعات من الاختباء في مبنى مهدم، خرجت الاسرة في النهاية لتجد نفسها على قمة تلة صغيرة بعيدة عن المد والجزر كان الجحيم الذي مروا به كفيلا بتغيير حياتهم الى الابد ولكنهم نجوا مع مرور الايام تعلموا كيف يواجهون الصدمة كيف يعيدون بناء حياتهم واهمية العائلة في اوقات الازمات هذه القصة ليست مجرد قصة من قصص الكوارث، بل هي تذكير لنا جميعا قوة الطبيعة ومدى هشاشة حياتنا تسونامي 2004 ليس فقط ذكرى مأساوية، بل هو ايضا درس في البقاء، في الصمود، في امل في مواجهة اسوأ الظروف