سَبَقَ السَّيْفُ الْعَدْلَ كان لرجل يقال له ضبة ابنان يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنفرت إبل لضبة تحت الليل، فوجه ابنيه في طلبها ، فتفرقا ، فوجدها سعد، فردها ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان، فسأله الحارث إياهما، فأبى عليه، فقتله وأخذ برديه فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سوادا قال: أسعد أم سعيد ؟ فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حج فمر بسوق عكاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بردي ابنه سعيد فعرفهما ، فقال له: هل أنت مخبري: ما هذان البردان اللذان عليك ؟ قال: بلى، لقيت غلاما وهما عليه فسألته إياهما فأبى علي، فقتلته وأخذت برديه هذين فقال ضبة بسيفك هذا ؟ قال : نعم ! فقال: فأعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارما، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخذه من يده هزه وقال: الحديث ذو شجون، ثم ضربه به فأرداه قتيلاً، فقيل له: يا ضبة، أفي الشهر الحرام ؟ قال: سبق السيف العذل