وماذا أيضًا؟ عليك أن تكون أبيض، فهناك ىا هو أغلى من الحرية ومن الحياة ما هو؟ البياض! (ويقول علماء التاريخ الطبيعي أن السمور حيوان صغير ذو فراء أبيض، شديد البياض، وإذا أراد الصيادون صيده يستخدمون هذه الحيلة: يلاحظون المسالك التي يعتاد المرور بها، ويضعون فيها الطين، ثم يإخذون في مطاردته، وحين يصل السمور إلى المكان الذي وسخه الطين يتوقف دفعة واحدة، ويفضل أن يطارد أو يقتل على أن يمر في الطين ويوسخ بياض فرائه، لأنه يفضل البياض على الحرية وعلى الحياة) البياض! أين هو من البياض؟ لم يكن سمورًا انتهى إلى ذلك الاستنتاج في مرارة، لقد كانت حريته وحياته غاليتين، حتى أقنعته رنيم برمي اتهمة كاملة على هيثم! قبل أن يلطخ يديه بالطين، في سبيل حياة أطول وحرية أكبر لم يعد أبيض فقد طهره ونقاءه إلى الأبد، وسكن اللون الرمادي داخله، لقد أقنع نفسه بالحجج التي ساقتها في تلك الآونة، بدت حقيقية وموضوعية، غير أنها لوثت بياض روحه