الرِّياضُ، عَروسُ الصَّحراءِ، ذلكَ الاسمُ الذي يُعَبِّرُ عن جَمالِ المدينةِ وتَطَوُّرِها في وَسطِ الصَّحراءِ وهي، تَعني لُغويًّا: الحَدائِق، لما تَحمِلُه من دَلالاتٍ على المَساحاتِ الخَضراءِ التي كانت مُنتشِرةً في الأوديةِ المُحيطةِ بها، مِمّا يَجعلُها واحةً خَضراءَ في وَسطِ الصَّحراءِ القاحلة الرِّياضُ هي مِن أَكثرِ المُدنِ تَطَوُّرًا وحداثةً في المنطقة، ومع ذلك، تحتَفِظُ بتاريخٍ طويلٍ وثَريٍّ يَمتدُّ لِقُرون مِن أَبرَزِ مَعالِمِ الرِّياضِ التّاريخيّة: قَصرُ المَصمَك، وهو حِصنٌ تَاريخيٌّ يَعودُ بِناؤُه إلى أواخِرِ القَرنِ التاسعِ عَشر، شَهِدَ القصرُ حَدَثًا تَاريخيًّا مُهِمًّا، حينَ اقتَحَمه الملكُ عبدُ العزيز -رحمهُ الله- عامَ ألفٍ وتِسعِمِئةٍ واثنَيْن (1902م) لِيَستَعيدَ المدينة وحَيُّ الدِّيرَةِ يُعَدُّ واحدًا مِن أَقدَمِ أحياءِ الرِّياض، ويَضُمُّ العديدَ منَ المَباني التَّقليديَّة والأسواقِ القديمةِ الّتي تَعرِضُ التُّراثَ الثَّقافيَّ للمدينة يَستطيعُ الزُّوّارُ التَّجَوُّلَ في سوقِ الزُّلِّ وشراءَ السَّجادِ والمنسوجاتِ التَّقليديَّة، والتَّعرُّفَ على الحِرَفِ اليَدويّةِ المحليّة ومِن المَعالِمِ المُميَّزةِ كذلك: المتحَفُ الوطنيُّ السُّعوديّ، وهو يُقَدِّمُ تَجرِبةً تَعليميةً رائعةً عن تاريخِ المملكةِ وتَطَوُّرِها يَحتوي على مَعرُوضاتٍ تَتراوحُ ما بين العُصورِ الجيولوجيةِ والعَصرِ الحديث ويَعرِضُ قطعًا أثريّةً من مُختلِفِ العُصورِ الإسلاميّة، ويُقَدِّمُ عُروضًا تفاعليّةً حول تاريخِ الجزيرةِ العربيّة أمّا عن مَعالِمِ الرِّياضِ الحَديثة: بُرجُ الفَيصَليّة، ويَتميَّزُ بتَصميمِه الفَريدِ الذي يُشبِهُ الهَرَمَ المَقلوب يَحتوي البُرجُ على فُندقٍ فاخِر، ومَراكِزَ تَسوُّق، ومَطاعِمَ تُقَدِّمُ تَجرِبةً مُمَيَّزةً للسُّيّاح ويُعَدُّ بُرجُ المَملكة أحدَ أَطوَلِ الأَبراجِ في الرِّياض، ويُعتَبَرُ رَمزًا لِلتَّقَدُّمِ العُمرانيِّ في المدينة يَتميّزُ بتَصميمِه الفَريد على شَكلِ زُجاجةٍ مَقلوبة، ويَستَطيعُ الزُّوّارُ الاستِمتاعَ بِإطلالةٍ بانوراميّةٍ على المدينةِ مِن الجِسرِ السَّماويّ الّذي يَربِطُ طَرفَي البُرج تَجمَعُ الرِّياضُ بينَ التَّقاليدِ القديمةِ والحداثة، حيثُ يَستَطيعُ الزُّوّارُ الاستِمتاعَ بِسِباقاتِ الهِجنِ وركوبِ الخَيل، إلى جانبِ التَّسوُّقِ في أَفخَمِ مَراكِزِ التَّسوُّقِ العَصريّة وتُعَدُّ تَجرِبةُ تَذوُّقِ الأكلاتِ السُّعوديّةِ التَّقليديّةِ -مثل: الكَبسة، والجَريش، والقِرْصان جُزءًا لا يَتَجزَّأُ من زِيارةِ الرِّياض ويُقامُ في الرِّياضِ سَنويًّا مَهرَجانُ الجَنادِريّة الوَطنيُّ لِلتُّراثِ والثَّقافة، وهو حَدَثٌ ضَخمٌ يَجذِبُ الزُّوّارَ مِن مُختَلَفِ أَرجاءِ العالَم، لِاستِكشافِ التُّراثِ السُّعوديِّ مِن خِلالِ العُروضِ الفُلكلوريّةِ والأنشِطةِ الثَّقافيّة