منذ ما يزيد على العام من الآن، وبعد أن خيم طيف كورونا الأسود، وهو لا يزال هاجس خوف وسيل عرم على قلوب الناس، قلوب عهدها أن الكل أهل وأحباب، يجتمعون على فنجان قهوة، ويفترقون وهم يترقبون لقاءهم القادم هل عصرية غد أم ضحاها؟ قلوب تسأل قبل اللسان إذا ما لاحظت تغيب أحدهم عن صلاة الجماعة بين الركع السجود، نفوس تحن لمائدة طالما جمعتهم بالجد والجدة الذين رحلا دون وداع - بعدما زارهم من الضيف الثقيل كورونا أطفال يتوقون شوقا لجمعتهم مع عمهم الذي منذ فترة طويلة وهو يحيط به الجدار من صوب، والستار الذي يعزله عن بقية إخوانه المرضى في غرفة العزل من صوب آخر كم يتوق الأطفال أن يلعبوا مع ابن الجيران الذي يناظرونه من بعيد لأنه مخالط لأمه التي أصيبت منهم من أطلق على ذاك: العام الأسود ومنهم من سماه بالسنة الكبيسة وآخر بالسنة الكئيبة التضرع والدعاء خير لهم مما يقولون ويفعلون العام الأسود، السنة الكئيبة، عام المصائب، ذاك العام انصرم، ولكن ولكن كورونا قابع في كل زاوية، يطرق كل باب، ويغادر ناحية إلى ناحية والأنفاس تطمئن الجسد الذي سكنت هامسة بخشوع: فرج المولى قريب