قصة قصيرة بعنوان وطن للكاتبة غانية الوناس
وقفتُ علَى عتبَةِ العمرِ للحظة، سألتُ نَفْسِي مَنْ أكونْ؟
بعدَ كلّ هذا الوقتِ الّذي مضى، وأنا أُقلّبُ صفحاتِ الماضي صفحةً صفحة، وجدتُ نفْسِي جالساً على مقعدٍ في مطار، أُقلّبُ صفحاتِ الجوازْ
كنت جالسا أنتظرُ أنْ أسمعَ ذلكَ الصوت الّذي يأتينَا ليُخبرنا بقربِ إقلاعِ الطّائرة، كنتُ كمريضٍ خرج لتوّه من عمليّة صعبَةٍ معقّدة، يهْذِي باسمِ الحياةْ
أينَ أنا، وما هذاَ الجّنونُ الّذي يجْتاحُنِي فجأة؟ ما هذا الّذي أفعلهُ؟
ماذا حلّ بذلكَ المهنْدسِ النّاجح الّذي عاشَ عمرهُ بينَ مَكتبهِ البسيطِ وبيته؟ ماذا حلّ بعالَمِهِ الّذي بنّاهُ لنفْسه؟
كانَ هذياناً وجنُوناً، وحلماً لمْ أُدركَ حجمَ الواقعِ منه، لذلكَ تركتهُ يسْتمرُّ، لعلّي أستيقظُ فجأةً لأدركَ ما الذي حدثْ
أيّها الركّابُ الأعزّاءْ، اسْتعدّوا للهبوطْ
فتحتُ عيْني أنا قدْ أصبحتُ على بعدِ سلّمٍ منْ الجزائرْ، أحملُ معِي طفولةً مكسُورةً، وذاكرةً خاليَةً، وشوقاً لأنْ أضمّ هذهِ الأرضَ أخيراً