لا يختلف اثنان حول أهمية سورية من الناحية التاريخية و السياحية، وحول غنى جميع المناطق والمدن السورية بالأوابد الأثرية والجبال والمصايف والشواطىء والغابات الرائعة، والأوابد التاريخية التي قل أن يوجد لها نظير في مكان آخر من العالم ومن هذه الأوابد الأثرية النواعيرالقائمة علىنهر العاصيوسط سورية والتى تعد أكبر سواقي في العالم وأقدمها في التاريخ وهينواعير حماةمما جعل بعض المؤرخين يطلقون على هذه المدينة اسم مدينةالنواعيربالإضافة لاسمها الآخر وهو مدينةأبي الفداء نواعير حماة هي وسيلة مبتكرة من وسائلالري، فهي آلة مائية ذات حركة دائمة معدة لرفع الماء مؤلفة من أخشاب ومسامير حديدية تغطس بالماء وتحتوي على صناديق منقلبة فارغة وترتفع بعد أن تمتلئ بالماء وتصبه في قناة ذات قناطر متعددة وتسقي به البساتين وأكثر الحمامات وبعض الدور والجوامع والخانات والمقاهي والناعورة اسم آلة مشتق من فعل نعر أي أحدث صوتاً فيه نعير، والنعير صوت يصدر من أقصى الأنف وقيل لمثل هذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها وتجمع على نواعير وناعورات وأقدم صورة للناعورة نجدها في لوحة من الفسيفساء يعود تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد وقد تم العثور عليها في مدينةأفامياالأثرية وهي موجودة في حديقةالمتحف الوطنيفي دمشق اليوم وفي بداية القرن العشرين كان عدد النواعير في مدينة حماة والأراضي التابعة لها 105 نواعير منها 25 داخل مدينة حماة نفسها ولم يعد يوجد اليوم من كل هذه النواعير إلا حوالي 40 ناعورة في حالة العمل منها داخل المدينة 19 ناعورة تنتظم في خمس مجموعات هي: مجموعة البشريات: تقع في مدخل حماة من جهة الشرق وتضم أربع نواعير ومجموعة الجسريات: وهي تتكون من أربع نواعير أيضا ومجموعة الكيلانيات: وهي تتألف من أربع نواعير أيضاََ ثلاثة منها على الضفة اليسرى وواحدة فقط على الضفة اليمنى ومجموعة شمال القلعة: تقع في محلة باب الجسر على الطرف الشمالي لقلعة حماة وهي ثلاث نواعير اثنتان منها على الضفة اليسرى وواحدة منها على الضفة اليمنى للنهر والمجموعة الأخيرة هي مجموعة باب النهر: وهي تتكون من أربع نواعير اثنتان منها لا تزالان قيد العمل المحمدية والقاق واثنتان أخريان قد زالتا من الوجود من قبل نصف قرن وهما العونية والبركة وظيفة الناعورة هي حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوىالنهرلتتم الاستفادة منه نظراً لانخفاض مجرىنهر العاصيفي أراضيحماةعن مستوى الحوض الذي ينساب فيه انخفاضاً كبيراً قد يصل إلى سبعين متراً في بعض الأماكن تتراوح أقطار النواعير في حماة بين 5 أمتار و21 متراً وعدد الصناديق التي ترفع الماء بين 50 و120صندوقاً وقد يكون لبعض النواعير صناديق إضافية بمعدل صندوق إضافي واحد لكل 6 أو 7 صناديق عادية تدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء، فهي بذلك تفوقت على كثير من الآلات التي تعملبالنفطأوالكهرباءأو الجهد البشري أو الحيواني وللنواعير آلية عمل معينة فلم تتغير تقنية الناعورة على مر العصور منذ خمسةٍ وعشرين قرناً حتى يومنا هذا، فهي عبارة عن آلات مائية دائرية ذات حركة دائمة مكونة من أخشاب متنوعة في طولها وعرضها وترتبط جميعاً بمحور خشبي ضخم سميك من خشبالجوزيسمى القلب وهو مرتكز على قاعدتين متموضعتين على قواعد حجرية قوية صلبة يطلق عليمها اسم الكفتان، وللناعورة في نهايتها أخشاب معترضة تلتقي مع تيار الماء الدافق تسمى الفراشة تتدافع بعضها مع بعض فتدور الناعورة على قلبها باستمرار وتتناثر على أطرافها صناديق خشبية متلاصقة لها فوهات جانبية فحين تغطس في الماء تمتلئ به وحين يصبح الصندوق في الأعلى ويبدأ دورة الهبوط يتدفق منه الماء إلى حوض واسع يتسرب في قناة ذات قناطر متعددة تسمى الحجرية لسقي البساتين والحدائق