في مكة، وقبل بعثة النبي محمد ، كانت تعيش امرأة تُعرف بالحكمة والكرم والنبل، إنها خديجة بنت خويلد وُلِدت في أسرة قرشية عريقة، وعُرِفَت بنشاطها في التجارة، حيث كانت تُدير قوافل تجارية إلى الشام واليمن خديجة كانت تتمتع بسمعة طيبة في مكة، ولم يكن من الغريب أن تُلقب ب الطاهرة لما عُرِفَ عنها من نقاء وعفة بعد وفاة زوجها الأول، أصبحت خديجة تُدير أعمالها بنفسها، واكتسبت احترام الجميع في إحدى الرحلات التجارية، استأجرت خديجة شابًا يُدعى محمد بن عبد الله لإدارة إحدى قوافلها كان محمد شابًا معروفًا بالأمانة والصدق، ولقب ب الصادق الأمين وعندما عاد محمد من الرحلة بنجاح، أخبرها ميسرة، غلامها، عن أمانته وحسن تدبيره بدأت خديجة تشعر بإعجاب كبير بهذا الشاب النبيل، وعرضت عليه الزواج رغم أن خديجة كانت تكبر محمدًا بخمسة عشر عامًا، إلا أن الفارق العمري لم يكن عائقًا، وتم الزواج بينهما في حفل بسيط ومبارك كان زواج خديجة من محمد زواجًا مباركًا، فقد عاشت معه في سعادة وهناء، وكانت أول من آمن برسالته بعد أن نزل عليه الوحي في غار حراء وقفت بجانبه ودعمته بكل ما تملك من مال وجهد، ولم تتردد لحظة في تصديقه ومساندته عندما بدأ محمد بدعوة الناس إلى الإسلام، كانت خديجة أول المؤمنين دعمت الدعوة الجديدة بكل قوتها وثروتها، ولم تبخل بشيء في سبيل نشر الإسلام كانت تُعطي من مالها للفقراء والمحتاجين، وتساعد النبي في تحمل الصعوبات التي واجهها توفيت خديجة بعد عشر سنوات من بدء الرسالة الإسلامية، وسُمي ذلك العام ب عام الحزن لشدّة تأثر النبي بفقدانها فقد كانت خديجة شريكة حياته وداعمة دعوته، وأم أطفاله كانت خديجة رضي الله عنها مثالاً للمرأة المؤمنة القوية، التي قدمت أروع الأمثلة في التضحية والوفاء كانت حياتها نموذجًا يُحتذى به لكل من يسعى إلى الخير والإيمان --- بهذه السيرة العطرة، تبقى خديجة بنت خويلد في ذاكرة المسلمين رمزًا للعطاء والإيمان والوفاء