زعموا أن حيوانا ذا قرون ذات يوم نطح الأسد، ويال غضبة الأسد! لقد أصدر أمرا على الفور منعا لمثل هذه الجريمة النكراء، بالقضاء على كل من يحمل قرنا في أي ركن من مملكته وفي الحال، لم يبق كبش أو عنزة، لم يبق ثور أو وعل أو غزال، إلا وفر إلى حيث يحظى بالأمانز وكان ثمة أرنب، أصابه الفزع، إذ رأى الظل الذي تلقيه على الأرض أذناه الطويلتان، وقال لنفسه: ما الذي سيكون مني إن جائني فضولي وصاح: هذان قرنان وجر بي إلى هلاك؟ يا ويلتاه! والتفت إلى الزيز وقال: وداعا يا صديقي! غني راحل على عجل سيزعم أعدائي أن الأذنين عندي ضرب من قرون، وحتى ولو كانت أذناي أقصر من أذني نعامة أجابه الزيز: أذناك قرنان؟! ما هذا الكلان؟ خلقها الباري أذنين، وأذنين ستبقيان فقال الأرنب المسكين: لا، بل سيزعمون أنهما قرنان، أصلب معدنا من قرن الكركدن، وقبل أن أستطيع برهانا على العكس، سيكون جلدي قد أوصلوه للدباغ!