كتاب صوتي من رواية نبض للكاتب الفلسطيني ادهم شرقاو
الآنَ يا نبض أجدُ اللحظة مُؤاتيةً لأرتكبَ خانتِي الأولى لكِ! قرّرتُ أخيراً أن أكتبكِ ! بعضُ النّساء نخونهنّ إذ نكتبهنّ ا نبض فتحول امرأةٍ مثلكِ إلى لغة يُعتبرُ خيانةً من زاويةٍ ما أنوثتكِ الطاغية أكبر من أن تُحشر في سطرٍ ، أو تُعتقل بنقطة! ولكنّي لم أعد قادراً على حبسكِ داخلي أكثر فأنتِ في قلبي كعبوّة موقوتة ضبطها مجنون إن لم أُخرجها لا أعرفُ متى تنفجرُ وتطيحُ بي ! إنّي بهذا المعنى أحاولُ أن أتخلّصَ منكِ أرأيتِ ؟ في الأمر خيانة يا نبض ! ولكنّك تعرفين أنّي أجبنُ من أن أحاولَ التّخلصَ منكِ لأني أخشى إن تخلّصتُ منكِ أن لا يبقى منّي شيءٌ يا أنا ! إنّي وبعد كل ما حدث أُحاُول أن أقفَ على الحِّد الفاصِلِ بيني وبينكِ وليس غير الكتابةِ سبيلي ! أعرفُ يا نبض أنّي إذ أكتُبكِ أحمّلُ اللغة فوق ما تستطيع الليلُ في عينيكِ أكبر من قدرة اللغة ، وهذا السّوادُ كلّه يُعاش ولا يُح! والكحلُ في جفنيكِ أوسعُ من مساحة الكلام ، والغمازة التي ترتسم على خدّك الأيمن حين تبتسمين تُصيب اللغة بارتباك تام ولكنّها فكرة تستحق العناء فكان اللهُ في عون لغةٍ أريدُ منه