والله تعالى يعطي الدنيا لمن أحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن أحب وقال ابن مسعود : إن الله تعالى يعطي الدنيا من يجب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب - فمن اعطاه الدين فقد أحبه، ومن حرمه الإيمان فقد سخط عليه، وإن أعطاد الدنيا كلها، قال الله تعالى: فللا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يربد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون لأن العطاء الدنيوي من غير طاعة الله نقمة وشقاء في صورة نعمة وهناء - لأن صاحب الدنيا بغير دين يتكبر بها على المخلوقين، وتصرفه عن طاعة رب العالمين ما منعك إلا ليعطيك فإن من عباد الله تعالى من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقره الله لأفسده ذلك، وإن من عباد الله من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغناه الله لأفسده ذلك، وإن من عباد الله من لا يصلح إيمانه إلا الصح، ولو أسقمه الله لأفسده ذلك ن وإن من عباد الله من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححه الله لأفسده ذلك، وإن العبد ليهم بالتجارة أو الإمارة، فيصرفه الله عنها، يقول شتمني فلان، منعني فلان، وما هي إلا رحمة الله به، فهو يدبر أمر عباده لعلمه بما في قلوبهم، فهو عليم حكيم