النّصر لا يُعزّي فاقداً عمّن فقد ، لو انتصرنا ماذا أفعلُ بنصرٍ لستِ فيه يا نبض، من سيسُدُّ مكانكِ ! في صدري فجوة لا يملأها إلا رأسكِ ، ولو اجتمعتْ نسوة العالم وألقين رؤوسهنّ على صدري دفعةً واحدةً لن يملأنه ! بي عطشٌ لا يرويه إلا أنتِ ، أنتِ ماء قلبي والقلوب لا تعرف التيمم يا نبض، إمّا أن ترتوي بمن تحب، أو تعطش حتى تجف ! بي جوعٌ لا يسدّه إلا أنتِ ، ما أسهل الجوع الذي يسدّه رغيف خبز، أمّا الجوع الذي لا تسدّه إلا امرأة واحدة، ولن تزيده النساء الأخريات إلا تضوّراً هو الذي أخشاه يا نبض ! ماذا سأفعلُ بنصرٍ أمشي فيه قرب البحر وأشتاقكِ ولا أجدكِ ، ماذا سأقول ليدي حين تسألني عن يدكِ ، كيف سأقنع نفسي أن يوماً لا أتأملُ فيه اللون الأسود في عينيكِ هو يوم من أيام عمري وأنا الذي أرّختُ عمري بكِ ! كل نهار لا تبتسمين لي في صباحه هو ليلٌ آخر مهما حاولتْ شمسه أن تقنعني بالعكس، وكل ظهيرة لا ترتسم فيها غمازة صغيرة على خدّك الأيمن محاولة كونيّة للشواء ليس إلا، وكل مساء لا تفكين فيه شعركِ وتلقينه على كتفيكِ دفعةً واحدة كنهر سقط من السماء عليكِ هو مساء آثم، وكل ليل لا تقفلينه ب تُصبح على خير هو وجع مفتوح، وعمرٌ ضائع مني !