الموت موجع يا وعد ولكن الأكثر وجعاً هم أولئك الذين يموتون فينا وهم أحياء ما أبشع أن يصبح قلب المرء قبراً لشخص ما زال يمشي علي الأرض مررتُ البارحة بجانبك فكان ما بيننا من المسافة مقدار ذراع وما بيننا من الجفاء مقدار ما بين الأرض والسماء أحببتك كأنه ليس لي أحدٌ أحبه بعدك وها أنا أكرهك، كأنه ليس لي أحد أكرهه بعدك حكايتي معك حكاية القرشيين مع أصنامهم! كانوا يصنعون آلهتهم من تمر، يعبدونها وجه النهار ويأكلونها آناء الليل ليت أسناني تطالك! لكنت أكلتك، لا من الجوع ولكن من البغضاء ولكن الشيء المؤكد لدي الآن، أننا نحن الذين نصنع أصنامنا ونختار جلادينا أنا ضحيةُ نفسي يا وعد! أنتِ لم تقومي إلا بالدورِ الذي سمحتُ لكِ أن تقومي به! أنا جلادُ نفسي وإن كان السُوطُ بيَدِك! وأنا ذابحٌ نفسي وإن كانت سكينُكِ ما زالت تَقطُرُ من دمي! إياكِ أن تعتقدي أنّي أحاولُ أن أُشعرَكِ بالذنب، أبداً يا وعد، كُلُّ ما في الأمر أنّي الآنَ أنُظفُ جُرحي بكِ قبلَ أن أُخيطَه، فالجروحُ التي لا تُخرِجُ أضغانها لا تلتئم وأنا أريدُ أن أشفى منكِ، وأطوي هذه الصفحةَ إلى الأبد! لا أُخفيكِ أني فكرتُ أن لا أكتبَ إليكِ، أن ألملمَ ما تبقى مني وأمضي، ولكنّي آثرتُ أن لا أفعل، لأني أعرفُ أن الأشياءَ التي نهربُ منها ستبقى تُلاحقنا حتى نُقررَ في لحظةٍ ما أن نستديرَ ونواجهَهَا! ولأني لا أُجيدُ الهَرَب، قلتُ في نفسي: لنتواجهِ الآن! وعندما أقولُ لكِ لنتواجه فلستُ أبحثُ عن نصر، كلانا نعرِفُ أن معاركَ الحبِّ ليس فيها منتصرٌ ومهزوم، إما أن ينتصرَ الإثنانُ معاً أو يُهزمانِ معاً! وأنا مهزومٌ بكِ، تماماً كما أنتِ مهزومةٌ بي، بِغضِّ النظرِ عن أسبابِ الهزيمة لا شيءَ يرممُ خسارتي لك، كما أني على يقينٍ أنه لا شيء يرممُ خسارَتَكِ لي