هناك مقولة قديمة تقول "العين تعشق كل جميل"، كذلك الأذن أيضًا تعشق كل صوت جميل، ولا شك أن الصوت العذب هو موهبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء.
إلا أنه هناك تدريبات وخطوات يقوم بها كل مؤدي أو منشد أو قارئ للقرآن الكريم تساعده على تحسين أدائه الصوتي، والذي يقع عليه عامل كبير في نجاح هذا المؤدي والتأثير على مستمعيه.
وتعلم المقامات شرط أساسي لنجاح القارئ أو المنشد، إضافة إلى أهمية تعلمها بالنسبة للمعلق الصوتي أو المؤدي الصوتي بشكلٍ عام.
وفي سونديلز منصة الصوت العربية سوف يجد كل صاحب ضالة ضالته، حيث أنها توفر جميع الدورات التدريبية التي يحتاجها أصحاب الأصوات البديعة لتعلم المقامات الرفيعة وإتقانها.
المحتويات
- نبذة عن المقامات الأدبية وفن المقامة.
- ما هي المقامات الصوتية؟
- هل يجوز قراءة القرآن الكريم بالمقامات؟
- ما هي أنواع المقامات الصوتية؟
- البيات.
- الرست.
- النهاوند.
- الحجاز.
- السيكا.
- الكرد.
- العجم.
- الصبا.
- ما فائدة تعلم المقامات الصوتية بالنسبة للمعلق الصوتي؟
- كيف تتعلم المقامات عبر سونديلز؟
نبذة عن المقامات الأدبية وفن المقامة
المقامة لغةً هي "المجلس"، أما المقامات الأدبية فهي حكايات قصيرة تشمل كل واحدة منها على حادثة لبطل المقامة يرويها عنه راوٍ معين، ويغلب على أسلوبها السجع والبديع، وتنتهي بمواعظ أو طُرف وعِبَر.
أي أنها حكاية قصيرة تقوم على الحوار بين بطل المقامة وراويها، والبطل والراوي شخصيتان خياليتان افتراضيتين يختارهما كاتب المقامة.
ويعتمد أسلوب المقامة الأدبية على السجع، لأنه يسهل حفظها ويجعل القارئ يطرب لسماعها لما فيها من إيقاع لفظي من خلال الانتهاء بالحروف المتجانسة.
وتتميز أيضًا باشتمالها على غريب اللغة و الألفاظ المعجمية وبشيوع فنون البلاغة المختلفة مثل البديع الذي يوفر الموسيقى والإيقاع من خلال السجع والجناس والطباق، والبيان الذي يهتم بالصورة من خلال التشبيهات والاستعارات والكنايات..
وتعتمد المقامة الأدبية على ثلاثة عناصر وهي الراوي، البطل، النكتة أو العقدة التي تدور حولها القصة، وبنائها كغيرها من الفنون الأدبية له دعائم مثل التشويق الذي يثير انتباه القارئ والسرد الذي يجعل القصة مترابطة.
وكان أول من اشتهر بكتابة المقامة وبرع فيها هو "بديع الزمان الهمذاني" وتميزت مقاماته بالسهولة والفصاحة وتخللها المرح والدعابة، كما اشتهر بكتابتها أيضًا "أبو القاسم الحريري" و"ابن دريد".
ما هي المقامات الصوتية؟
المقامات الصوتية هي مقامات في القراءة يتبعها القارئ للتحسين من جودة أدائه الصوتي سواء كان قارئ للقرآن الكريم أو منشد ، مطرب أو معلق صوتي، كما أنها مقامات صوتية طبيعية ترتقي بالأداء التعبيري والصنعة النغمية.
وكان يُستخدم المقام الصوتي في العصور الماضية في الترنم والتغني بالنصوص لأنه من الفطرة، ثم بدأ تدوين المقامات وسُطرت قوانينها وضُبطت حسب وقع النغم على الأذن، حيث يلاحظ التغير ويسمى باسم يخالف النغم الآخر.
ولكل مقام صوتي انطباع مختلف عن الآخر يُدخل القارئ به والمستمع إليه في حالة عاطفية مختلفة، غير أن المقامات تشبه بحور الشعر في الجاهلية.
هل يجوز قراءة القرآن الكريم بالمقامات؟
أجاز مجمع البحوث الإسلامية قراءة القرآن الكريم بالمقامات، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ورواه أبو هريرة أنه قال "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما استمع إلى قراءة أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال "لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود".
ولا شك أن جمال الصوت وعذوبته تجلب الخشوع والتأثر بكلام المولى سبحانه وتعالى، وتساهم في فهم المعاني والتدبر في أوامر الله.
ما هي أنواع المقامات الصوتية؟
يوجد عدة مقامات صوتية من أشهرها:
البيات
هو المقام الذي تُبدأ به القراءة وتنتهي، يمتاز بالخشوع و الرهبانية، كما يجلب استحضار القلب والتفكر في آيات الله عز وجل.
الرست
هو المقام الذي يبدأ به القراء بعد مقام البيات مباشرة، و يمتاز بالفخامة، ويستخدم في الآيات التي فيها تعظيم للمولى سبحانه وتعالى، أو الأحكام التشريعية والآيات القصصية.
النهاوند
يمتاز بالرقة ويستجلب القلب للذكر والتفكر في المعاني والقصص، ويُقرأ به في آيات النعيم.
الحجاز
هو مقام من أصل عربي ويمتاز بالهيبة ويميل إلى الحزن، وهو مناسب للآذان والآيات التي تتحدث عن يوم القيامة والجنة والنار.
السيكا
يمتاز بالبطء و الترسل، ويستخدمه القراء في آيات القصص القرآنية، كما في آيات البشارة أيضًا لأنه يبعث الفرح والسرور.
الكرد
هو مقام العاطفة والألم ويستخدم في وصف المشاعر والأحاسيس، وله قسمان الأول يسمى "جنس الأصل" وهو الدرجات الأولى من السلم الموسيقي للمقام، والقسم الثاني "جنس الفرع" ويكون عبارة عن الدرجات الأخيرة من السلم الموسيقي، وكل مقام رئيسي تتفرع منه مقامات فرعية تتشابه في القسم الأول وتختلف في القسم الثاني.
ويمتاز هذا المقام بالعاطفة والشحن وهو مناسب لآيات التأمل ومن أشهر القراء الذين قرأوا به، العجمي والعفاسي.
العجم
يمتاز بالقوة ويميل إلى الدقة والسلاسة وهو مناسب في آيات التشريع، والآيات التي تحتوي على الأوامر والنواهي وتحدد المصير، كما أنه مناسب أيضًا في بعض الألحان الخاصة بالسلام الملكي أو الجمهوري والسلام العسكري.
الصبا
يعبر عن الروحانية ويتخلله عاطفة جياشة، لذلك يكون مناسب في قراءة الآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة.
ما فائدة تعلم المقامات الصوتية بالنسبة للمعلق الصوتي؟
من الجدير بالذكر أن تعلم المقامات من المهارات الأساسية للمعلق الصوتي المحترف، فهو يحتاج إلى الاطلاع على العديد من العلوم حتى يتقن مهنته ومنها علم الصوت والموسيقى والغناء، والتمثيل والمقامات.
والمقامات هي حالات عاطفية تعبر بالمشاعر والتأثير الصوتي عن الفرح والسرور والحزن والحماس والاحباط وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وأداء المعلق الصوتي يحتاج منه معرفة بكيفية استخدام تلك المقامات والنصوص المناسبة لكل مقام منها.
كيف تتعلم المقامات عبر سونديلز؟
تتوافر العديد من الدورات التدريبية على منصة سونديلز، والتي تهتم بتعليم المقامات لكل صاحب موهبة سواء القراءة أو الإنشاد أو الأداء الصوتي ومن هذه الدورات ما يلي:
- دورة المقامات الأساسية: وهي أمثلة وتدريبات لإتقان المقامات الصوتية الأساسية ويقدمها، "منير حافظ".
- تعليم مقام الحجاز خلال 10 أيام: يتم تدريبك على مقام الحجاز في القرآن الكريم ويقدمها "حسين عبدالله".
- مقام البيات خلال أسبوعين: ويقدمها "حسين عبدالله".
- تطوير مهارات الصوت وتعليم المقامات (المستوى التمهيدي): ويقدمها "أحمد شفيق"، كما يوجد منها المستوى الأول والثاني.
- دورة أسس علم المقامات: ويقدمها "إبراهيم باكير".
وختامًا فإن التغني بالقرآن الكريم يلزمه تعلم المقامات وتطبيقها في القراءة، كما أن إيصال النصوص بالتعليق الصوتي يُلزم المعلق أن يكون على دراية ومعرفة بالمقامات حتى ينتقل بسلاسة بين النصوص والمحتوى الذي يقدمه.
ما عليك الآن سوى المبادرة إلى دراسة هذا العلم، وفي سونديلز سوف تجد ما يناسب خلفيتك وينمي مهاراتك في المقامات الصوتية وكيفية استخدامها، ويمكنك الاطلاع على كافة الدورات التدريبية للمقامات لتختار ما يناسبك.