
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: إدارة الوقت

عليك إدارة وقتك بشكلٍ جيّد من أجل المحافظة على زبائنك وأعمالك، وهذا الأمر سيصبح تحدّيًا صعبًا في حال لم يكن لديك مدير يلاحقك على الدوام ويتأكّد أنّك على رأس عملك باستمرار.
وكونك تعمل مستقًلًا فهذا يعني أنّك ستمرّ بأيّامٍ جيّدة وأخرى سيّئة، ولا سبيل لديك لتجاوز الفترات العصيبة سوى تمتّعك باللياقة الذهنيّة العاليّة التي ستساعدك على التكيّف مع الظروف الصعبة وتحويلها لنقطة انطلاق جديدة تقرّبك من النجاح أكثر فأكثر.
كتب الدكتور سوس: أحيانًا تخشى اللعب وحيدًا، لأنك تلعب ضدّ نفسك ولن تفوز على نفسك في كل الأحوال"
المعركة العقلية ضد نفسك هي أكبر معركة ستواجهها في عالم العمل الحر، فأنت وحيد ولديك حرّية اتّخاذ القرار فيما يتعلّق بنشاطك التجاري ودفعه للأمام أو المساهمة في تقهقره.
إنّ أكبر التحدّيات التي يواجهها أصحاب الأعمال الحرة هي إدارة الوقت، أو تقسيم الوقت. ولكن في الواقع فإنّ فكرة تقسيم الوقت ليست شيئًا عظيمًا عندما يكون الوقت ثابتًا ومملاً، ونتيجةً لهذا أودّ إعادة النظر إلى فكرة إدارة نفسك دون إلقاء اللوم على تنظيم الوقت دومًا.
لديك 24 ساعة في اليوم وعليك تحديد ما ستفعله بها، أي عليك أن تقرر إذا كان الأمر يستحقّ أمْ لا يستحق أن تهدر وقتًا في غداء عمل، عليك أيضًا أن تحدّد ما إذا كان عليك أن تعمل بالتسويق بدلاً من خدمة العملاء. كل هذه الأشياء تؤثر على نشاطك التجاري وتحدد مدى نجاحك. في هذا الفصل سنتحدّث عن بعض الحيل الإنتاجية التي تثير الاهتمام.
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: قم بالأشياء الصعبة أولاً
واحدة من أكبر عوامل نقص الإنتاجية هي تلك المهام التافهة التي نختلقها لأنفسنا والتي تجعلنا نؤجّل المهامّ الأكثر أهمّيّة والصعبة، سواء قرأتَ بريدًا إلكترونيًا وقرّرت العودة إليه لاحقًا أو أجّلتَ اجتماع مبيعات للمتابعة لاحقًا، فالتعامل مع الأشياء الصعبة في أقرب وقت ممكن هو الخيار الأفضل.
تتفهم سوزان أوكونيل قوة التعامل مع المهام الهامة بمجرد نشوئها وتقترح أن
نتعامل مع شيءٍ ما مرةً واحدةً فحسب. بعد هذا سيكون لديك تركيزًا أكثر على المسائل التالية
حاول تطبيق قاعدة "التعامل مرّة واحدة" لمهام مثل أجهزة البريد الصوتي والإلكتروني وطلبات الاجتماعات والمهام الأخرى التي لا تستغرق سوى دقائق لإنهائها، سيساعدك هذا بأن تكون أكثر إنتاجيةً وأن تقترب في النهاية من تحقيق الأهداف وإنجاز المهام.
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: ترتيب الأولويّات
إنّ تحديد المهامّ ذات الأولويّة يُعتبر مهمّة صعبة بالنسبة للمستقلّ مقارنةً بمن يعمل كموظّف ضمن دائرة، فعندما تكون موظّفًا فإنّ كلّ ما تقلق بشأنه هو إكمال المهامّ المنوطة بك من قبل المدير، ولأنّه كان هناك موظّفون غيرك مهمّتهم ترتيب جدولك الزمني وتحديد تواريخ تسليم المهامّ كان من السهل معرفة ما هو العمل الذي يجب تنفيذه في البداية.
الآن يجب عليك الاعتماد على نفسك، لأنّك وحيد مع زبائنك الذين لن ينتظروك للأبد، كما أنّ تسليم المهام للزبائن ليس هو العمل الوحيد لديك، فأنتَ مضطرّ للقيام بالكثير من الأمور النثريّة التي تستهلك الوقت دون أن تدرّ المال بشكلٍ مباشر لكن إن أهملتها فلن تستطيع المتابعة بعملك، مثل التسويق الشخصي وإجراء الحسابات ..الخ.
بعض المترجمين المستقلّين يقتطعون من أيّام العمل الأسبوعية يومًا مختلفًا عن يوم العطلة لتنفيذ المهامّ النثريّة وهي التي كان يقوم بها موّظفون سواك لو كنت تعمل موظّفًا في دائرة، هؤلاء المترجمين مثلًا يخصّصون يوم الخميس (آخر يوم في الأسبوع) لكتابة مقالهم الأسبوعي لنشره على مدوّنتهم أو صفحتهم الشخصيّة في لينكدإن وكذلك لترتيب مواعيد التسليم للأسبوع القادم وتنظيم فواتير الأعمال التي انتهت أو على وشك الانتهاء.
وبعضهم الآخر يفقد التركيز عندما يحشر جميع هذه المهامّ في يومٍ واحد، فيخصّص ساعة صباحيّة قبل البدء بمهامّ العملاء لتنفيذ المهامّ الإداريّة، نحن ننصح بهذا الأسلوب لأنّه أكثر فعاليّة، لكن احرص على اتّباع أسلوبٍ يناسب شخصيّتك وطريقة عملك.
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: خذ وقتك قبل تسليم المهمّة
لو أنّك قدّرت أنّ عملًا معيّنًا يحتاج منك عشرة أيّام، ضع لنفسك يومًا أو يومين إضافيّين واطلب اثني عشر يومًا للتسليم، واعمل على تسليم العمل خلال عشرة أيّام، فإن تمّ الأمر وانتهيت منه خلال عشرة أيّام ستكسب نقطة قوّة أمام العميل، أمّا إن تعرّضت لطارئٍ ما واضطررت للتأخر فلن تكون قلقًا لأنّك تملك يومين احتياطيين، حيث أنّك لن تُضطرّ لتخفيض جودة العمل من أجل كسب الوقت فهو بحوزتك منذ البداية.
رغم أنّ القاعدة السابقة تعطيك الكثير من الراحة أثناء تنفيذ العمل لكن عليك استخدامها بحذر، فهناك الكثير من العملاء الذين قد يهربون منك إن بالغت في الوقت المقدّر للتسليم، كما أنّك قد تُضطّر لتأجيل بعض الأعمال لإفساح المجال في جدولك الزمني لأعمالٍ كنتَ قد تهاونت في تسليمها لأنّك تملك أيّامًا احتياطيّة.
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: استفِد من تطبيقات التقويم
إنّ ملء التقويم واستخدامه هما شيئان مختلفان تمامًا، فبالإضافة إلى الاجتماعات المجدولة، أضِف المواعيد النهائية والالتزامات الشخصيّة للتقويم.
ابدأ كل يوم بالنظر إلى تقويمك اليومي والأسبوعي، ولاحظ الإنتاجية وتتبّع الأهداف.
تقول المصمّمة المستقلّة رينا ميل
إذا لم تكن قادرًا على التركيز على العمل في مكتبك بالمنزل دون مشاهدة التلفزيون لمدّة عشر ساعات، فإنّ العمل الحرّ غير مناسب لك، عليك الإحساس بأنّك ذاهبٌ للعمل خارج المنزل، وأنّ لديك وقتًا للانصراف بعده تستطيع ممارسة أي نشاط آخر والاسترخاء
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: لا تخف من قول لا
تعلم قول "لا" هي واحدة من أقوى الأدوات التي يمكن أن يتمتع بها المستقلّ.
تقول الدراسات إنّ أولئك الذين تعلّموا قول "لا" يعيشون حياة أكثر إنتاجيةً وتطوّرًا، وهناك طريقة صحيحة لقول "لا".
فالطريقة الأكثر فاعلية للرفض هي قول "أنا لستُ" سواء كنت تقول لا للتشويش، أو لا للإغراءات، أو لا للعملاء أو زملاء العمل، فإن أفضل طريقة هي استخدام "أنا لستُ" أو "أنا لا أفعل" أو "أنا لا أعمل" أو "أنا لا أستطيع".
على سبيل المثال "لا أتحقق من بريدي الإلكتروني في الصباح"، أو "لا أعمل أكثر من 10 ساعات في اليوم"، أو "لا أجري اجتماعات في عطلة نهاية الأسبوع". كل هذه طرق سهلة لقول "لا". إن تمكين نفسك من قول "لا" سيؤمّن الوقت الذي تحتاجه للتركيز.
الدليل النهائي للاتجاه للعمل الحر: امنع التشتّت
في حين أنّ الإنترنت رائع لأنه يتيح لنا الوصول الفوري إلى كل شيء، إلا أنه يمكن أن يكون مدمرًا للإنتاجية ولهذا السبب بالتحديد تخيّل محاولة العمل على مشروع صعب لعميلٍ ما، والذي يتطلب التركيز، أثناء فتح بريدك الإلكتروني، أو دردشة على سكايب، أو فتح إشعارات الفيسبوك والتويتر، إضافةً لبقاء رسائل الواتسآب والاتّصالات الخلويّة ترنّ طوال الوقت. كل هذه الملهيات تقلّل من تركيزك وتأكل وقتك وتترك لك مهامّ غير منتهية في نهاية اليوم.
الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع البريد الإلكتروني هي تخصيص وقت للبريد كلّ يوم ثم تجاهله بقية اليوم. حاول تخصيص فترات من اثنتين إلى ثلاثة خلال اليوم فقط لقراءة رسائل البريد الإلكتروني والردّ عليها، وتجنّب تمرير الرسالة إلى عدّة أشخاص إذا لم تكن متأكدًا من أنّ المحتوى يهمّ كلّ مستلم، لأنّ هذا يمكن أن يكون تشتيت للآخرين ويمكن أن يؤدي إلى تسونامي من الردود على الجميع.
عندما تقرر أن الوقت قد حان للانشغال في مشروعٍ ما، أغلق البريد الإلكتروني وسكايب وكل البرامج التي ترسل إشعارات ولا تتعلق بالمشروع الذي تعمل عليه. أغلق هاتفك الخلوي وأخبر أيّ شخصٍ من حولك بأنك بحاجة إلى التركيز لذا يرجى أن لايلهيك أو يزعجك. ثم اغرق ساعتين أو ثلاث ساعات في مهمة واحدة، عندما ينتهي ذلك الوقت يجب يمكن لك تشغيل بريدك الإلكتروني مرة أخرى.
إن استخدام تطبيقات تتبّع الوقت مثل Harvest أو Tick مفيد حقًا، لأنّك بمجرد تشغيل جهاز ضبط الوقت تدرك أهمية الوقت لإنجاز هذا المشروع وتجنب القفز بين عدّة مهام.
العمل من المنزل وحولك العائلة
يمكنك أنت وعائلتك الاعتياد على نمط العمل من المنزل إذا كانت عائلتك لم تعتَد على وجودك معهم دائمًا، ولهذا سيكونون مسرورين بوجودك قربهم يوميًا. وقد يكون من المغري إهمال ما تقوم به للاستمتاع بشرب القهوة مع صديقك، أو مساعدة ابنتك للتغلب على مستوي صعب في إحدى ألعاب البلاي ستيشن، إنّ هذا يبدو رائعًا في البداية، لكن إذا لم تضع حدودًا واضحة مع عائلتك، فسترى أعمالك تتدهور يومًا بعد يوم.
ضع قواعد واضحة لأسرتك ليعرفوا ما يمكن توقعه. على سبيل المثال عندما يكون باب مكتبك مغلقًا، سيعلمون أنّهم يجب أن لا يتصلوا بك أو حتى يطرقون الباب ما لم تكن حالة طوارئ مهددة للحياة.
الاستفادة من أدوات الإنتاجية
هل سئمت من البحث في رسائل البريد الإلكتروني والملاحظات اللاصقة ودفاتر الملاحظات للحصول على الإجابات عن الخطوات التالية التي يمكن أن تقوم بها للمشاريع؟ فواحد من أكبر التحديات التي تواجه المستقلّين يمكن حلّها بتطبيقات مثل سولو أو tick.
على عكس تطبيقات Basecamp وHarvest، صُنع Solo خصيصًا للمستقلين. فهو مليء بالميّزات التي يحتاج إليها المستقلون للحفاظ على المسار الصحيح في العمل، بدءًا من التخطيط، والمراحل المهمة، والجداول الزمنية، وما سيتمّ فعله، والفوترة، وإدارة جهات الاتصال.
بينما يمكنك استخدام تطبيق مثل Basecamp إذا كنت بحاجة للاحتفاظ برسائل العميل وأحداث التقويم والملفات في مكان واحد.
خلاصة الدليل النهائي
تخلّص من التشتّت بإنشاء قائمة مهام، وقلّل الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الوارد أثناء العمل على مشاريع محدّدة.
إنّها لعبة ذهنيّة يمكن الفوز بها إذا ركّزت جهدك وأتقنت عملك ولم تغيّر الهدف.
استخدم أدوات مثل سولو لتنظيم وقتك بالجداول الزمنية. سيساعدك هذا النوع من التكنولوجيا على حفظ الملاحظات التي تضمن لك البقاء على المسار الصحيح.
كل التوفيق ياارب
هذه نصيحة عملية جدا لمن يعمل كفريلانسر من البيت، الفصل بين البيت والعمل وهما في نفس المكان شيء صعب لمن لم يعتده.