
هل هناك فرق بين التعليق الصوتي والسرد؟

نعم هناك فرق بين العملين، وهناك فرق بين من يؤدّي كلّ منهما، وهناك فرق كبير في وظيفة كلّ منهما، ولا عجب أن يظنّ الكثير من الناس أن التعليق الصوتي والسرد هما نفس الشيء، بسبب الكثير من أوجه التشابه بينهما، بالنسبة للشخص العادي فإن هذه الاختلافات ليست مهمّة على الإطلاق، ولكن إذا كنت عميل يتطلّع إلى تسجيل سرد صوتي سيكون الأمر مختلفًا عن تسجيل تعليق صوتي، وإنْ كنتَ معلّقًا صوتيًا فيجب أن تكون على دراية بأفضل الطرق لتقديم كل منهما، وسنركّز في هذا المقال على السرد.
ما الفرق بين التعليق الصوتي والسرد؟
الاختلاف بين التعليق الصوتي والسرد في الشكل هو اختلاف بسيط جدًا، لكن عندما يتعلق الأمر بالوظيفة نجد أن هناك فرق كبير بين الاثنين، وسنجمل الفوارق بالنقاط التالية:
- يؤدي التعليق الصوتي المعلّقون voiceovers وهم ليسوا شخصيّات من القصّة، بينما يؤدّي السرد (ناريشن) Narration إحدى شخصيّات القصّة وهو الغالب البطل الرئيسي ويُسمّى (ناريتور) Narrator ولم يجْرِ اتّفاق على تعريب المصطلح حتى الآن، فالمصطلحات الموجودة اليوم في هذا السياق كالراوي والحكواتي والقاصّ والقصّاص جميعها قد تسبّب الالتباس، لذا ما زلنا نستخدم "ناريتور".
- التعليق الصوتي هو طريقة إنتاج تستخدم صوتًا خارج الشاشة، وهذا الصوت لا يمثّل جزءًا القصّة الرئيسة، ويقوم به معلّق لا ينتمي لشخصيات القصّة، بينما السرد (ناريشن) يكون من الداخل، حيث تقوم به الشخصية الرئيسية في القصّة، ويروي الحوار المسرود جزءًا من أحداث القصّة على لسان أحد أبطالها (ناريتور).
- المعلق الصوتي المحترف يعلّق على الحدث الذي يظهر على الشاشة دون تدخّل في أحداثه، ممّا يضفي سياقًا وعاطفة أكبر للأحداث الجارية، ويميل المخرجون هذه الأيام إلى استخدام نصوص مكتوبة أسفل الشاشة لتوليد شعور مشابه للشعور الذي يبثّه المعلق الصوتي.
- يتعلّق السرد (ناريشن) بمن يروي القصة وكيف تُروى القصة، وعادةً ما تُروى القصة من وجهة نظر الشخصية الرئيسية.
- تتمثل وظيفة السرد (ناريشن) في مساعدة القصة على التقدّم بسرعة إلى المشهد التالي من خلال تلخيص نقاط الحبكة الرئيسية لإبقاء الجمهور على اطّلاع بما يجري.
- يسهّل السرد (ناريشن) على المخرج رواية القصص التي تدور أحداثها خلال فترة زمنية طويلة من عُمر البطل، فبدون الجزء المسرود سيستغرق الأمر عشرات أو مئات المشاهد بينما يقوم البطل (ناريتور) بسرد هذا الجزء من حياته الذي لا يحوي أحداث مهمّة خلال عدّة ثوان.
مثال أخير لتوضيح الفرق: لو أجرينا تقرير أو وثائقي عن مباراة لكرة القدم، فإنّ مقدّم التقرير أو راوي النص الوثائقي هو "المعلّق الصوتي" ويقوم بـ "تعليق صوتي"، بينما لو قام أحد لاعبي تلك المباراة بتقديم هذا الفيلم ورواه من وجهة نظره كلاعب (ولا أقصد وجهة النظر الفنية الرياضية، بل كمشارك في الحدث واستخدامه لضمير المتكلم في الحديث) بحيث يتخلّل حديثه عبارات من قبيل "عندما دخلتُ إلى الملعب غمرني الجمهور بعاصفة قوية من التصفيق وشعرتُ حينها ..الخ" عندئذٍ نسمّي هذا اللاعب ناريتور وما يقوم به هو السرد (ناريشن ).
ما هي التقنيات التي تساعد على سرد القصة (ناريشن Narration)؟
يجب معرفة وجهة نظر السرديّة (أي مِن منظور مَن؟)، وصوت السرد، وزمن السرد (متى تُروى القصة من حيث الماضي أم الحاضر أم المستقبل؟)
فالفكرة العامة في السرد هي أنه يضيف عناصر إضافية للقصة، فالراوي الناجح لا يُظهِر فقط ما يراه الجمهور بالفعل بل يضيف عناصر جديدة لا يستطيعون رؤيتها، لذلك إذا حاولت أن تشاهد الفيلم او القصة بدون الصوت الخارجي لن تتمكن من تحقيق نفس التأثير.
ما هي أوجه التشابه في الأسلوب بين التعليق والسرد (ناريشن Narration)؟
لقد فرّقنا بين مفهومي التعليق والسرد (ناريشن) وقلنا إنّ عمل المعلّق يختلف عن عمل السرد (ناريتور)، لكن مع ذلك فإنّ المعلّق يمكن له القيام بالسرد، لذا على المعلّق الذي يقوم بهذا العمل الانتباه وعدم الانجرار أو نسيان هدفه أثناء السرد.
في كلّ الأحوال فإنّ اختيار العمر المناسب واللهجة وطريقة الإلقاء والأسلوب كلها من العوامل المشتركة بين التعليق والسرد وتجب مراعاتها عند اختيار مؤدي السرد (ناريتور ).
خاتمة
عند التفكير في هذين الجانبين من العمل الصوتي، فإنّ الشيء الرئيسي الذي يجب أخذه في الاعتبار هو فهم الجمهور.
ففي حين أنّ التعليق الصوتي في الأفلام أصبح إلى حدٍ كبير شيئًا من الماضي، إلا أنه لا يزال يحتل مكانًا في الراديو والمسرح. لذا عندما تُطلب منك هذه الوظيفة المحددة، فمن المنطقي أن تقوم بها بشكل جيد، أما بالنسبة لأولئك الذين يقومون بالسرد، فإن الأمر يتعلق إلى حد كبير بوضع الغرض من هذه التقنية في الاعتبار، يجب التأكد من أنّ لها غرضها الخاص الذي يرفع من شأن المشروع بأكمله.
أمّا كميل سواء كنتَ بحاجة إلى تعليق صوتي أو سرد (ناريشن)، فإنّ سونديلز تحوي طلبك وليس عليك سوى أن تنشر مشروعك، وستتلقى العروض من المعلقين الصوتيين المحترفين وسيساعدك فريق الدعم الفني على اختيار الصوت الأنسب لمشروعك.
لكني لا أتفق معكم أن (السرد) هو الأداء التمثيلي
فكلمة (السرد) في اللغة، لا تعني سوى تتابع الأحداث، أي أن نقول الأحداث التي تحصل واحدا تلو الآخر
بعيدا عن المشاعر والإحساس بالشخصيات وغيرها
ربما الأجدر ألا نفرق بين (تعليق) أو (سرد)
والأفضل ان نقول (مؤدٍ صوتي) يقوم بتأدية الصوت كما يتوجب عليه أن يكون :)