سواءٌ كانت لديك قائمة بالأعمال التي تودّ القيام بها أم لا فإنّ مثل هذه الأعمال التي تنتظر دورها موجودة لديك وبعضها ربّما قد مضى عليه شهور، وأوّل سؤال يتبادر للذهن هو هل حقًّا تريد أنْ تنجز هذه الأعمال؟ والإجابة دومًا هي نعم بالتأكيد أريد ذلك، لكن لماذا يتكرّر هذا الأمر؟ الجواب ببساطة هو أنّ عدد هذه المهامّ وأحجامها لا تناسب عدد ساعات اليوم المحدودة، فكيف الحلّ؟
بما أنّ عدد ساعات اليوم محدود فلِنتّجه إلى عدد المهام ونرى هل هي كثيرةٌ حقًّا؟
في الحقيقة إنّ عدد المهام المفتوحة أكبر من أنْ نستطيع تنفيذه لأنّ أدمغتنا تعمل بطريقة المكافأة الكيميائيّة الداخليّة وعندما تبدأ مهمّة جديدة فإنّ الدماغ يكافئ نفسه بإفراز موادّ تولّد شعورًا بالسعادة لأنّك بدأتَ تجربة جديدة.
من الجيّد أنْ تملأ وقتكَ بمهامّ تشغلك عن سفاسف الأمور لكن في الغالب تقع في مغالطة التخطيط، وهي أنّك لا تحسب الوقت اللازم لأداء عملٍ ما بشكلٍ صحيح، لذا ينصح الخبراء بمضاعفة الوقت الذي تخصّصه لأداء عملٍ ما إلى ثلاثة أضعاف الوقت الذي تحسب أنّه كافٍ، لا تقلق ليس في الأمر مبالغة، والدليل على هذا الكلام انظر إلى عدد المهامّ المفتوحة وغير المنجزة وقارنه بعدد المهامّ المنجزة منذ بداية هذا الشهر أو السنة.
دليل اتّخاذ القرارات الصائبة من أجل تحقيق الأهداف
إذن فقد اكتشفنا السبب وهو أنّ القرارات التي نتّخذها بشأن الخوض في عملٍ ما هي قراراتٍ سيّئة أو مُبَالَغ فيها، وإليكم دليل اتّخاذ القرارات الصائبة من أجل تحقيق الأهداف:
- لا تتّخذ القرار ضمن ظروف ضغط خارجيّة (العائلة أو المجتمع أو الأصدقاء).
- ضع هدفًا محدّدًا مرفقًا بنقاط نجاح محدّدة بوضوح.
- ضع هدفًا قابلًا للقياس، قد تكون هذه النقطة صعبة لكنّها ضروريّة.
- ضع هدفًا قابلًا للتحقيق، لا بأس في رفع مستوى طموحاتك لكن إلى حدٍّ معقول، وحدٍّ يمكن تحقيقه.
- ضع هدفًا ذا صلة باهتماماتك كي يكون لديك الدافع للالتزام به.
- أرفق أهدافك بجدولٍ زمنيٍّ معقول، أي أعطِ كلّ مهمّةٍ الزمن اللازم لإتمامها.
- قسّم العمل الكبير إلى مراحل صغيرة يمكن قياسها من جهة، وبحيث تشعرك بالإنجاز عند إتمامها من جهةٍ أخرى.
- اغفر لنفسك الزلّات فأنتَ بشر، لكن لا تتمادى، حتّى لا تفقد الشعور بالمسؤوليّة.
- ميّز بين أحلام اليقظة وبين التخطيط، وقلّل قدر المستطاع من أحلام اليقظة، فكلّما استهلكت أحلام اليقظة من وقتك أكثر دلّ ذلك على أنّ التخطيط يفقد مكانته لديك.
نصيحة نهائية لإنهاء المشاريع العالقة
في النهاية أودّ لفتَ انتباهك إلى أمرين بغاية الأهمّيّة وهما:
أوّلًا حرّر نفسك من السعي وراء الكمال، فهذه المعضلة هي من أهمّ أسباب عدم اكتمال المهامّ أو عدم البدء فيها البتّة.
ثانيًا لا تجبر نفسك على إتمام عملٍ لا ترغب في إتمامه فقط لأنّك بدأتَ به وقد كلّفك الوصول لهذه المرحلة عددًا من الساعات أو الدولارات، ولا بأس من تركك كتابٍ أو فيلمٍ لأنّك اكتشفتَ أنّه سيّء أو دون توقّعاتك، رغم أنّك دفعت ثمنه، لكن أنْ تخسر ثمن الكتاب أو التذكرة خيرًا من أنْ تخسر ذاك المال بالإضافة لوقتك الضائع دون فائدة أو متعة.
أخيرا شاركنا تجربتك الخاصة في إدارة وقتك ومهامك عبر مجتمعات سونديلز لتعم الفائدة ولنتشارك الآراء.
على يقين أن هذا المقال سيغير الكثير من مفاهيمي حول الحياة
سأراجع كل عام مضى مراجعةً متأنية بصمتٍ وتأمل لأنظر للحياة بمنظور آخر