لما انطلقت ثورات الربيع العربي و كل إرهاصٍ تحرريٍّ في عهدٍ قبلها كانت الكلمات تفيض و المعاني تتدفق و التعابير تسيل ، لكن من عجبٍ أنني اليوم أطلبها فلا أُجاب و أخطبها فاُستعاب و أستحملها مُـزن المعاني و فرحة المشوق العاني فيسدل الحجاب و توصد الأبواب و يُقال لي : لا رواء لك من ماء بلاغة التوصيف و السرد الناصع الشفيف عن انتصار ثورة الخطيب و الساروت و الحر الشريف •
انتصار ثورة و أمة مريدة عنيدة ، مجيدة تليدة ، و سقوط طغمة مستبدة شريدة ورثت الإجرام صاغراً عن صاغر و فاجراً عن فاجر و أورثت شعبها العزيز كل صنوف المذلة و سامت بنيها كل خسف و مبانيها كل نسف دون و معالمها التاريخية كل جرف دون أن يرق لها نوط أو يرجف طرف! •
لكن ما يلبث شيطان الأسئلة ساكناً إلا و يتقافز عن ميسرة يسائل شكل الدولة السورية و مستقبلها ؟ تماكبات علاقتها مع الفاعلين الدوليين و الإقليميين فيها و علاقتهم ببعضهم ؟
ثم عن من ميمنة هل حقاً انتصرت إرادة الشعب و تحققت سيادة البلد و إلى مزبلة التاريخ شُيِّع من عبدوا و آل الأسد؟!•
و لا شك أن الارتدادات على غزة و لبنان و خرطوم الثورة حاضرة ؛ ففي إحدى المظاهرات و الفعاليات المناصرة للثورة السورية قال شيخ و داعية لبناني -هو رائد حليحل ـ كلمات لا زلت أسمع صداها في أذني رغم طول السنين :" نحن اللبنانيون أعرف الناس بإجرام النظام السوري في قانا و صبرا و شاتيلا" ثم يردف بمقولته التاريخية:" بحثت في كل معاجم اللغة عن معنى النظام السوري الممانع ، فلم أجد لها إلا معنىً واحداً: ° النظام السوري الممانع.. هو الذي يمتنع عن قتال اليهود و يُمعن في قتال شعبه ° " •
و أما خرطوم لاء الثورة و اللاءات الثلاث فكما قال سفير سوداني على قناة الجزيرة ساندت كل دول المنطقة و شعوبها و أضيف: بل آوت الهاربين من عسكرييها و كلياتها الحربية .. بيد أنها لم تجد نصيراً بل صار كلهم نكيراً ينفخون كيراً •
أخيراً و ليس آخراً..ما أجمل الحرية و ما أرق نسيمها ! ، و ما أروع الثورة و أشجى شجونها و آلم سجونها! ، و كم هو غالٍ مهرها عسير إنباتها شهي ثمارها طيب قطافها ؛ ذلك أنه :
" قد حلت يواقيت الخصوبة بعد أزمنة الجفاف "
نختم بما قاله شاعر السودان في زرقاء اليمامة:
سبع عجاف من بعدها التاريخ يرجع أخضرا ...
#الإعلامي_مزمل_محمد_فقيري
#السودان_سينتصر #سوريا_حرة #فلسطين_حرة
#الربيع_العربي
الله يديم عليهم نعمة الحرية
صحيح أن الثورة انتصرت ورأى السجناء النور بعد سنين من التعذيب لكن سوريا يلزمها جيل كامل لتعيد بناء قدراتها من جديد وهذا شيء يدمي القلب حقا