أرادَ الحطابُ يوما أن يذهبَ في نزهةٍ إلى شاطئِ يافا، وخافَ أن يترُكَ القِدْرَ في بيتِهِ فيُسرَق فوضعَهُ أمانةً عِندَ جَارَتِهِ أُمِّ سَليمٍ وأوصاها قائلاً: أرجو أن تضَعِي قِدْري أمانةً عِندكِ، لكنْ إياكِ أن تُجربيهِ، فتقولي له: أيُّها القِدرُ العجيبُ، امتلئ بالأرزِّ واللحمِ واللبنِ، أو امتلئ بالحلوى، أو الفاكهةِ، أو سواها، وتأكلي منهُ أنتِ وأبناؤُك ما إن غادرَ الحطاب حتّى قالتْ أمُّ سَليم: أيها القدرُ العجيبُ، امتلئ بالأرزِّ واللحمِ واللبن فامتلأَ، وأكلَتْ هي وأبناؤُها حتى شَبِعوا، وطَمِعَت بالقِدْرْ، وجهَّزَتْ للحطَّابِ قِدراً مُشابهاً لقِدْرِه العجيبِ، وقالت في نفسِها: هو واحدٌ ونحنُ أسرةٌ لن يهنأَ بقِدِرِه بعدَ اليومْ وضَحِكَتْ ضَحَكاَتٍ شريرة عادَ الحطابُ من نُزْهَتِهِ جائعاً وأسرعَ إلى بيتِ أُمِّ سَليم يَطلُبُ القِدْرَ العجيبَ مِنها، فأعطَتهُ القِدرَ المزيفَ، وعاد به إلى بيتِهِ، وأصدرَ أمرَهُ للقِدْر: أيها القدرُ العجيب، امتلئ بالأرزِّ واللحمِ واللبنِ، فلم يستجبِ القدر قال له: امتلئ بالحلوى فلم يستجب وهنا أسرع الحطابُ بالقِدرِ إلى بيتِ أُمِّ سَليم، فتظاهرتْ بأنها لا تدري بما جرى