يُحكى عن رجل حدّاد، يُدعى في البلد العوّاد، والبلد صغير بالكاد، ينهبه أناس أفراد، في العرف يسمّون حكومات الحداد العامل قال: أحكيكم نبأ الأخيار، ريم حسناء الوادي، ومحب وعزيز ثار، في يوم ضد الفُجّار أما ريم الحسناء، صاحبة القمر الوضّاء، فأحبت محمود الوادي، شاب ذو صوت شادي، وعيون من موج متهادي، يسبح في بحر الحسناء، صاحبة القمر الوضّاء أما صاحبه المتمرد، عثمان الشاب المتفرد، الخبّاز بدار وزير، رجل عربيد سِكّير، فرض على الناس إتاوات، يسلبهم حق الأقوات، والناس انتفضت في الحال، والناس انبطحت في الحال، تحت هراوات القوات، عفواً عفواً يا حُرّاس، قد ثُرنا نحن الخُرّاس، ما كان لذلك أن يحدث، لولا شيطان الثورة، نفث وساوسه فينا، وأكد سكوتكم عورة، عفواً عفواً يا حُرّاس، أن ثُرنا نحن الخُرّاس وبعد هلاك بمجاعة، أهالي الوادي المرتاعة، خرجوا يوماً للساحة، طلباً للحق المشروع، طلباً للخبز الممنوع، طلباً لدقيق الباعة عثمان الشاب المتمرد، استبشر خيراً بالقوم، فأخيراً نادوا بالثورة، وكذلك كفروا بالصوم، عن شيء جوّزه الخالق، فتسلل لمقر العربيد، بأداة جهّزها لليوم، ثم وشوهد جثمان، مجروراً جرّاً بحصان، عاليه المتمرد عثمان، وبيده أمسك بالراس، ثم ونادى بين الناس: الآن وقد مات السكّير، وتركتم تقديس الحُرّاس، فهناك الخبز المتراص، مخزون بين الجداران، فهلمّوا قدر الإمكان، نيْلاً للحق المشروع، نيْلاً للخبز الممنوع، نيْلاً للشرف الغائب، حُر في وطن مفجوع قال الحداد العوّاد: أما عن خبَر الحُرّاس، فاستتروا خلف المتراس، هذا بعد كثير كلام، عن ذبح وزير مقدام، عن رجل يُدعى عثمان، يتحدث عن بيع الأوهام ثم وجاء الشعب الثائر، باللعن وبالصوت الهادر، بالسّب لسكّير جائر، بالقيد لكلّ الحُرّاس، والمجد لعثمان الثائر، والشرف المحتوم الغائر، حُر لم يزل دائر، في أرض الوطن المفجوع - مما قال الراعي عن عثمان الخباز