وعندما سُئل الشيخ عن إبطائه في التفتيش عن مسكن جديد وفي رزم أمتعته، ألقى اللوم في ذلك على حر الصيف، وعلى قلة المساكن وغلائها، وعلى فتور همته، وعلى ضيق ذات يده وأمور كثيرة غيرها وهي أعذار كان يحاول أن يخفي بها حقيقة حاله عن نفسه وعن الآخرين، فلا هو بلغ من الضعف حدًا يقعده عن التفتيش ولا عزت المساكن فلا يستطيع أن يجد مسكنًا يتسع له وأمتعته، وبإيجار معقول ولا قلّ ما في يده إلي درجة لا تمكنه من تكليف بعض الشركات رزم أمتعته ونقلها أما الحقيقة فأنه ما كان يطيق الانتقال من مسكن سلخ فيه خمسًا وخمسين سنة من ماضيه، ولا يقوى على تحمل ما يتبع ذلك من تغيير في نمط معيشته فكان كلما حاول أن يمد يده إلى أي شيء في محترفه بقصد إعداده للرسم والنقل جمدت يده كأن بها شللٍا، وسدت الغصة لقومه، وانقبض قلبه فكاد يغمى عليه