أنواع الميكروفونات من حيث التركيب الداخلي

الميكروفون هو سلاح رجل الإذاعة -علي تعدُّد وتشَعُّب مجالات وضروب تلك المهنة- ولكن بشكلٍ عام نجد أن الميكروفون هو أساس العمل الصوتي الذي لا يتم أي مشروع أو برنامج أو عمل فني أو إعلامي بدونه.
فالميكروفون هو مصدر تلقِّي الموجات الصوتية وتحويلها لأخرى كهربية تسير بأسلاك هنا وهناك؛ لتخرج لنا مرة أخرى بشكل مُكَبَّر عبر السماعات، أو ليتم حفظها وتخزينها وتسجيلها على أجهزة مُعَدَّة خصيصًا لذلك، أو للحديث مع الجمهور مباشرة على الهواء، أو لتسجيل إعلان أو تعليق صوتي أو قراءة نصوص أو نشرات إخبارية أو أو أو، الميكروفون أساس أي عمل صوتي.
وفي هذا الصدد نعرض لكم بعض معلوماتٍ هامة حول الميكروفونات، وكذا أنواع تلك الميكروفونات من حيث تصميم كل منها، لعل وعسى يفيد ذلك كل من يرغب في الانضمام لمشروع ما بحيث يساعده على اختيار النوع الانسب له.

أنواع الميكروفونات وتركيباتها الداخلية

• الميكروفون الكربوني

وهذا النوع من الميكروفونات يُعّد الأكثر شيوعًا واستخدامًا من حولنا لكن ليس في الحفلات والاستوديوهات وإنما في الهواتف وأجهزة الاتصال.

وتتلخص وظيفته كأي ميكروفون آخر في تحويل الموجات الصوتية إلى أخرى كهربية، ولكن تلك المرة باستخدام الكربون؛ حيث تكون مادة الكربون بمثابة العنصر الوسيط الذي يُحَوِّل تلك الموجات.

والميكروفون الكربوني يتكون غالبًا من تجويف أو وعاء مصنوه ومبطن بمادة عازلة يتم ملؤه بمادة أو كريات الكربون الصغيرة، ثم يتم تغطيته بغلاف أو حاجز قابل للحركة يصل ما بين الكربون هذا وقطعة أخرى مرنة تُسَمَّى بالصفيحة.

وعندما يقوم الشخص بالتحدث أمام الميكروفون تبدأ تلك القطعة (الصفيحة) في التحرك وتدفع معها الحاجز ليضغط على الكربون فتتفاعل حبيباته وفق مدى قوة وتكرار ذاك الضغط الواقع عليها من الحاجز؛ وعليه يبدأ عمله في تحويل الغشارات الصوتية إلى كهربية.

ويتميز الميكروفون الكربوني بقدرته الفائقة على التقاط موجات صوتية صغيرة نسبيًا لكنه ينتج تشويشات غير مرغوبة، وهو ما جعله متقوقعًا في مكانه كميكروفون للهواتف فقط لا غير.

• الميكروفون الديناميكي

الميكروفون الديناميكي من اسمه يوحي بالحركة، والحركة هنا تأتي من تصميم الميكروفون الذي تتلخص فكرة صنعه في استعمال قطب مغناطيسي مُحاط بسلك أو غشاء سلكي ملفوف حول هذا القطب.

وعندما يتعرض الميكروفون لموجات وذبذبات صوتية فإنها تؤدي لحدوث حركة داخل الغشاء السلكي هذا فتجعله يتفاعل مع القطب المغناطيسة مُتحركًا للأمام والخلف وينتج عن ذلك إشارات كهربية معينة تتناسب طرديًا مع قدر الذبذبات الصوتية، ثم يسري هذا التيار الكهربي الناتج في السلك، ويتم تحويله لصوت مسموع عبر السماعات.

• الميكروفون السعوي أو المكثف

واسمه الغريب يشير إلى سعة المسافة بين لوحي الميكروفون، ولوحي الميكروفون هاذان هما مكوناته الأساسية؛ حيث يتكون من لوح من الألمونيوم وآخر من معدن آخر.
وعند تعرض الميكروفون لاهتزازات ناتجة عن موجات صوتية، فإن اللوحين يتحركان ابتعادًا واقترابًا من بعضهما البعض -بمسافات أقل من أن تُذْكّر- على حسب مقدار الموجة الصوتية الواقعة عليهما، ثم يترتب على تلك السِّعَة التي تحدث بينهما أن تتكون الموجات الكهربية التي تتحول فيما بعد لأخرى صوتية حسب قوة وشدة الموجات الصوتية الواقعة من الأساس على اللوحين.

وهذا الميكروفون معروف بعدم فاعليته، ولذلك يقل استخدامه ويقتصر على بعض الأغراض التي لا تتطلب دقة ونقاء كبيرين، ولكن جاري تطويره ويُضاف أحيانًا إلى اجهزة الكاسيت أو الـ walkman.

• الميكروفون البلوري

هو ميكروفون صغير جدًا بالنسبة للأنواع الأخرى من الميكروفونات، ويتكون في الغالب من جزء داخلي صغير مخروطي الشكل، يقع بمواجهة نهايته الصغيرة المدببة صفيحة مرنة مطلية بمادة الملح.

عند تعرض الميكروفون لموجات صوتية فإن الجزء المخروطي الصغير يتحرك ويضغط على تلك الطبقة الرقيقة المُسَمَّاة بالصفيحة، وتلك الاهتزازات ينتج عنها موجات كهربية بمساعدة الطبقات الملحية التي تم طَلْي الصفيحة بها، وتلك الموجات تتناسب مع قوة الموجات والذبذبات الصوتية، ويخرج على أساسها الصوت النهائي عبر السماعات.

وكما أوضحت أنه ميكروفون صغير للغاية، لكن إشارته قوية ونقية يعيبها فقط ضعف الخرج الناتج عنه ولذلك يحتاج لسماعات مناسبة.

الميكروفون الشريطي

يعتبره البعض ميكروفونًا ديناميكيًا أو تحديثًا وتطويرًا له لأن فكرة عمله تعتمد على الحركة الداخلية لأحد أجزاءه كما في الديناميكي.

ويتكون الميكروفون الشريطي من شريط صغير ورقيق جدًا يكون متعرج الشكل، ويوضع بداخل مجال مغناطيسي معين يتحرك خلاله عند تعرضه لموجات وذبذبات صوتية؛ وعلى إثر تلك الحركة داخل المجال المغناطيسي تظهر قوة كهربية تتغير بتغير قوة الموجات والذبذبات الصوتية الواقعة على الميكروفون، ثم تتحول لموجات صوتية مرة أخرى عبر السماعات.