نصيحةُ جَدِّ لحفيدِه أمام عرُوسِهِ الجديدة

عبدالرحمن.ع 06 فبراير 2021 484 6
سجل الآن وشارك في الحوار واستفد من الخبرات


قال الجَدُّ لحفيدهِ العشريني أمامَ عروسِهِ الجديدة : اسمعْ يا ولدي .. سيتلونَ عليك معانِ الحُبِّ تَتْرى ، تارةً يوهموكَ أَنَّها تتجلى في الفِعل الأبكم ، وتارةً في أَوْجِ المُلاطفةِ المُتَأجِّج ، سيُخْبِروكَ عن الهدايا والقُبَل ، وسيَرْوونَ لكَ قصصَ الوصولِ المُسْتحيل، سيقنعوكَ أحيانًا أنَّ الورودَ لا تَذْبُل وأنَّ المشاعِلَ الأولى لا تَخْبو ، وأحيانًا أخرى قد يشيرون عليكَ بأنَّ الحُبَّ المريضَ لا بُدَّ من بَتْره وأن الهَمْسَ الطفيفَ لابُدَّ من إسكاتِه ، سيُرَوِّجونَ لفاكهةِ العين وسيرفعونَ أَسْقُفَ الطموحاتِ البالية ، سترى صيرورةَ مُدِّعي الاختلافِ الذي قَتَلَتْهُ رتابةُ العادي ، وقد تلاحظُ سُكُونَ القانِعِ النمطيّ ..القابِعِ ببيتٍ يبدو أنه تقليدي ؛
وبينما أنت تائهٌ بين كُلِّ هذا الشتاتِ الزائِفِ الحقيقي .. لن ترى سوى سكينة ، تعتريها أشلاءٌ من الحماس، يُطْفِئُهَا اعتيادٌ رمادي ، ليُوقَظَ من بينكما شَجَنٌ دافِئ .. هذا هو الحب ؛ ثمرةٌ تنضج عبر فصولِ الحياةِ السعيدةِ والحزينة .. قصيدةٌ تُكتب كُلَّما هَبَّتْ نسائمٌ أو عَصَفَتْ بِكُما أعاصير .. خِبرةٌ تُكْتَسَبُ بالتشاطُر ، إيقاعٌ يُعَزَفُ بآلتين ، امتزاجٌ يمكن لأحدكما التعبيرُ عنه بوضوح ، مسارٌ ليسَ بوردي وإنما فيه تُطَيَّبُ الجِرَاحُ مما أصابها من الشوك ، مُجابَهَةٌ للمعارِكِ بكامل العَتاد .. ابتسامة نظيفةٌ على وجهَيْن غابِرَيْن ...
التفتا وفي صوتٍ واحدٍ بعدما استلهما الإجابة : أَمَا وإنَّ الحُبَّ مُخَالَجَةٌ تَتَخَلَّلُنا حُيَيْناتٍ وإنَّا بِها راضون. 

نشر بتاريخ 06 فبراير 2021 11:45 ص
آخر تحرير 19 مارس 2023 02:05 م

أضف تعليق

جميل
0
2025-07-21T16:56:39+03:00
ا
0
2025-05-21T21:46:07+03:00
ما شاء الله
0
2025-04-22T08:24:10+02:00
جميل
0
2024-11-01T16:51:36+02:00
جميل
0
2024-08-07T20:33:51+03:00
الحب ثمرة الحياة تكبر بالزمان
0
2024-04-23T01:32:11+02:00