خمس طرق لتخصيص إعلاناتك في المناسبات والأعياد

راغب.ب 27 يونيو 2021 1.6k 10
سجل الآن وشارك في الحوار واستفد من الخبرات


تُعدّ المناسبات والأعياد أوقاتًا محوريّة بالنسبة للمسوّقين ووكالات الإعلان، ولأيّ قسم إعلامي في أيّة مؤسّسة، ومواسم الأعياد في 2021 ليست استثناءً، لكنّ طرأت بعض التغيّيرات منذ ظهور جائحة كوفيد-1، قد تكون هذه التغييرات سلبية للكثيرين، لكنّنا أثناء إنشاء الإعلانات لا ننظر إليها نظرةً سلبيّةً، بل مجرّد تغيّيرات يجب أن نأخذها بعين الاعتبار.

أوّلًا علينا أن نعي أنّ ما اعتدنا عليه كونه أساسًا أو تقليدًا لا غنى عنه أو لا يمكن تغييره، قد أصبح مبدأً من الماضي، فقد علّمنا وباء كوفيد-19 أنّ كلّ شيء قابل للتغيير، وليس التغيير فحسب، بل التغيير بأسرع ممّا يمكن تخيّله.

لا يخفى على أحد أنّ كلّ شيء تأثّر بالوباء، فكيف يمكنك الحديث عن السفر لقضاء عطلة مثلًا بينما الحدود مغلقة والمطارات تقيّد السفر بشكلٍ كبير، كيف يمكنك الحديث عن مهرجان تسوّق في ظلّ إجراءات مشدّدة من التباعد الاجتماعي.. إلخ

لقد أصبح جزء كبير من أي إعلانٍ تجاري موجّه للعناية بالصحّة والحرص على سلامة المتلقّي، حتّى لو لم يكن المنتج ذا علاقة بالصحّة أساسًا.

خمس طرق لإنشاء إعلانات المناسبات والأعياد لعام 2021

أولًا إنشاء إعلانات رقمية

أحد أهمّ سمات عالَم ما بعد كورونا هي التسوّق عبر الإنترنت، بما في ذلك التسوّق في فترة المناسبات والأعياد، شاملًا كلّ شيء حتى الملابس والأحذية التي اعتدنا فيما سبق على تجربتها داخل غرفة القياس في متجر الألبسة، وكانت الإعلانات التلفزيونية تفي بالغرض، لكن اليوم أصبح الناس يقضون وقتًا أطول على الشابكة، زِد على ذلك أنّ المنتجات بحدّ ذاتها أصبحت تُباع عبر الإنترنت، إذن لا بدّ من أن يكون الإعلان أيضًا على الإنترنت، ولا ننسى أهمّ ميزات الإعلان الرقمي وهي أنّه موجّه بشكلٍ ذكيّ، حيث تستفيد المنصّات الرقميّة من البيانات الضخمة التي تملكها عن المستخدمين فتوجّه لهم الإعلان المناسب بالوقت المناسب.

وقد أظهرت عدّة استطلاعات لآراء المستهلكين أنّهم يفضّلون التسوّق عبر الإنترنت في الوقت الحالي خوفًا من انتقال المرض إليهم في الأسواق، ليس هذا فحسب، بل إنّ نسبةً مرتفعة من المستهلكين أبدوا إعجابهم بتجربة التسوّق عبر الإنترنت وقالوا إنّهم حتّى بعد زوال الوباء سيعتمدون هذه الطريقة في التسوّق.

بقي أن نشير إلى أنّ الإعلانات الرقمية تشمل كلّ من إعلانات الصوت سواءً في الراديو أو البودكاست وإعلانات الفيديو بأشكالها المتعدّدة خاصّة فيديوهات موشن جرافيك التي تلقى قبولًا وانتشارًا واسعًا والتي بدورها كانت وسيلةً إضافية للتغلّب على إجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي، حيث يمكن الحصول على فيديو كامل عن طريق توظيف المحترفين عن بُعد بدلًا من التصوير والتمثيل كما كان في السابق.

التغيير المتسارع سبب إضافي لتحويل إعلانات المناسبات والأعياد إلى إعلانات رقمية

فيما مضى كانت الخطّة الإعلانية تُرسَم لسنة كاملة  في الغالب وقد تمتدّ أكثر من هذا، لكن في ظلّ التغيّرات السريعة التي يعيشها العالَم، أصبح من الضروري أن تتمتّع الخطط بمرونة عالية من أجل إدراج التغيّرات المناسبة بأسرع وقت عندما يلزم الأمر، وهذا ما تقدّمه الإعلانات الرقمية، فبدلًا من إنشاء إعلاناتٍ جديدة كليًا فيما مضى، تعطينا البيئة الرقمية إمكانيًات هائلة للتغيّير وفق المتطلّبات الجديدة وبجهود أقلّ بكثير عمّا اعتدنا عليه وبكلفة أقلّ وبكفاءة أعلى.


ثانيًا تعرّف كيف تتغيّر أولويات المستهلكين في المناسبات والأعياد

إنّ أشهر عبارة يسمعها العاملون في مجال الإعلانات هي "اعرف جمهورك" وربّما تكون قد مللت هذه العبارة، وتظنّ أنّك بالفعل تعرف جمهورك، لكن مرّة ثانية، كان هذا فيما مضى، لقد تغيّر كلّ شيء الآن، هل كنتَ تعرف أين يقضي عملاؤك أوقاتهم في أيّام العطل؟ حسنًا، هذه المعرفة الآن تساوي الصفر، لأنّهم يقضون العُطل في بيوتهم بين تغريدات تويتر ومنشورات فيسبوك الغاضبة والساخرة من وضعهم المملّ.

لم تتغيّر هذه المعلومة فقط، بل تغيّرت أشياء كثيرة، مثل مواعيد نومهم واستيقاظهم، ومواعيد المدارس، وكمية استهلاكهم للقهوة والبنزين.. إلخ، فمن السذاجة أن تعتقد أنّ الرسالة التي كانوا يستجيبون لها في الماضي مازالت تثيرهم اليوم، وعليك تعديل تلك الرسالة بما يتناسب مع الظروف الجديدة.

نعود للعبارة الكلاسيكية "اعرف جمهورك" وأظنّ أنّك ستقرأها بطريقة جديدة الآن، أو أنّك تشعر كما لو أنّك قرأتها لأوّل مرّة، فانطلق الآن وابدأ بجمع المعلومات الجديدة عن نمط حياة جمهورك لتعدّل رسالتك الإعلانيّة وفقًا لتلك المعلومات.

الاستجابة الأخلاقية لشركتك تؤثّر في قرارات المستهلكين قبل المناسبات والأعياد

لقد أبدى ثلثا المستهلكين في أحد استطلاعات الرأي اهتمامًا متزايدًا تجاه أخلاقيات الشركات التي يتعاملون معها، وقالوا إنّهم توقّفوا عن التعامل مع شركات معيّنة لأنّها تعاملت مع الأزمة بطريقة لا تتوافق مع قيمهم، لذا يجب أن تدرك أنّ تصرّفات الشركة حتى تلك التي لا تتعلّق بالمنتج مباشرةً قد يكون لها أثرٌ كبير، مثلًا قاطعَ الكثير من المستهلكين منتجات شركات كبيرة مثل كوكا كولا ونسلته بعد تقارير صادمة عن كمية النفايات البلاستيكية التي تتسبّب بها تلك الشركات.

واليوم في عالَم ما بعد كورونا، امتدّت الأخلاقيات لمناطق لم نكن نتوقّعها، فكن حذرًا من طريقة عمل شركتك وطريقة تعاملها مع الموظفين وطريقة تعاملها مع العملاء والإجراءات الاستثنائية التي اتّخذتها حفاظًا على سلامتهم، واحرص على تسليط الضوء على تلك الإجراءات من خلال الإعلانات.


ثالثًا أطلق حملاتٍ إعلانيّة في المناسبات والأعياد المحلّيّة

جميع الشركات تحلم وتسعى للانتشار العالميّ أو الإقليمي الواسع على الأقلّ، لكنّ هذا لا يمنع من تركيز بعض الحملات الإعلانيّة وتوجيهها باتّجاه المناسبات والأعياد المحلية لبلدٍ أو منطقةٍ ما.

بشكلٍ عام ما هو مناسب للمستهلكين في مصر يختلف عمّا هو مناسب للمستهلكين في السعودية، ولو أردنا الحديث في ظروف العالم الحاليّة، يمكن أن تؤثّر الأخبار المتعلّقة بالجائحة، مثلًا قد ترتفع معدّلات المرض في بلدٍ ما بشكلٍ عالٍ ممّا يدفع السلطات لفرض قيود إضافيّة على الحركة، وقد تحظر دول أخرى السفر من وإلى تلك البلد، هذا بالإضافة إلى أنّ بعض الدول بالأساس قد فرضت قيودًا أكثر تشدّدًا من دولٍ أخرى، ولو أضفنا عوامل ثقافيّة لكلّ ما سبق نجد أنّه من الضروري أن تخصّص الحملات الإعلانية على نطاقٍ محلّي.

وقد أثبتت التقارير حول اتّجاهات استجابة الجمهور أنّ تقسيم الجمهور بحسب الموقع (يشمل ذلك اللهجات المحلية واللغات) يلعب دورًا حاسمًا في نجاح الحملات الإعلانية في المناسبات والأعياد لهذا العام.


رابعًا لا تسهب كثيرًا في الحديث عن وضع العالم أثناء حملاتك الإعلانية في المناسبات والأعياد

ألغى الناس لهذا العام حوالي نصف اجتماعاتهم العائلية والكثير من النشاطات الأخرى بما فيها السفر، وتحوّل الكثيرون إلى نمط التسوّق من الإنترنت، ويجلس الجميع الآن مزيدًا من الوقت أمام الشاشات ويتعرّضون لكمية مهولة من الأخبار والتي تغلب عليها الأخبار السلبيّة، وبعدما كانت إحصائيات الإصابات الجديدة بكوفيد-19 تشكل عامل جذبٍ للجمهور، باتت اليوم نفس تلك الإحصائيات عاملًا منفّرًا، لأنّ الناس تريد سماع أخبار وإعلانات بعيدة في مواضيعها عن هذا الوباء.

تبيّن أنّ الإعلانات الجادّة تؤدّي إلى انخفاض معدّلات الشراء، بينما يبحث الناس عن أفكار جديدة لتقديم الهدايا، وتجذبهم إعلانات المنتجات التي تهتمّ بالحفاظ على سلامة المتسوّقين.

مع ذلك لا يمكنك تجاهل الجائحة أو التظاهر بأنّ كوفيد-19 غير موجود كما لا يمكنك التشجيع بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على اعتناق الأفكار التي تدّعي أنّ المرض برمّته محض خيال أو مؤامرة، لكن لديك بدائل معقولة، مثل التركيز على الوقت الذي يقضيه الآباء مع عائلاتهم داخل المنزل، وكذلك استخدام الحنين للماضي كجزء من الحملة الإعلانية.


خامسًا يجب ألّا تشغلك حملات المناسبات والأعياد عن مخطّطاتك بعيدة المدى

مهما كانت المناسبة التي تستغلّها لحملتك الإعلانية الحالية، ورغم أنّ الوضع الحالي بشكلٍ عام هو وضعٌ استثنائي، لكن مع ذلك عليك ألًا تنسَ أهدافك بعيدة المدى، مثل زيادة الوعي بعلامتك التجارية ورفع ولاء العملاء لديك، لذا يمكنك الاستفادة من هذه المناسبات والأعياد ليست استفادة لحظيّة فحسب، بل استفادة ذات مدى طويل، وذلك بمضاعفة نقاط المكافآت (إن كانت موجودة) أو ابتكار نظام نقاط مكافآت جديد، وتوزيع المزيد من كوبونات الحسم والهدايا والمسابقات إلخ.


الخلاصة

لا يوجد كتيّب إرشادات للتعامل مع المناسبات والأعياد لهذا العام، لكن الأمر الأكيد هو أنّك مُلزَم بالاستمرار في التفكير والابتكار، فقواعد اللعبة في تغيّر مستمرّ، وعليك مجاراتها، وعليك الحرص على الوجود في كافّة المنصّات، وبكافّة الأشكال، أنتج إعلاناتٍ مصوّرة ومسموعة، وأطلقها عبر كافّة الوسائل الممكنة، واستعن بالخبراء في هذا المجال، بدءًا من كتابة نصوص الإعلانات مرورًا بإنشاء فيديوهات الإعلانات وصولًا إلى تسجيل المحتوى بأصواتٍ احترافيّة يمكنك توظيفهم عبر فتح مشروعك في صفحة المشاريع والبدء بتلقّي العروض فورًا.

نشر بتاريخ 27 يونيو 2021 11:35 م
آخر تحرير 13 ديسمبر 2021 01:40 ص

أضف تعليق

شكرا جزيلا
0
2025-07-20T23:57:21+03:00
مشكور
0
2025-07-20T19:13:30+03:00
جميل
0
2025-07-11T19:04:22+03:00
مقال مفيد
0
2025-04-20T14:47:21+02:00
رائع
0
2024-10-30T13:52:47+03:00
0
2024-10-18T15:10:29+03:00
جميل جدا
0
2024-09-15T18:18:23+03:00
شكرا
0
2024-08-06T14:01:09+03:00
تمام .. الله ينور
0
2024-07-25T18:30:44+03:00
جمييل وجزاك الله خيرا
0
2024-02-28T17:49:20+02:00